الحظوظ المتباينة بعد ذهاب "الأبطال"

حسين بن علي الغافري

انتهت مباريات الذهاب لدور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا بنتائج متفاوتة ومباريات يمكن وصفها بأنَّها رسمت صورة كبيرة لأضلاع المتأهلين وأقطاب الأندية المتواجدة في دور الثمانية. فبعد فوز مانشستر سيتي الإنجليزي العريض خارج دياره على بازل السويسري على المدرب جوارديولا المرور بسلام من موقعة الإياب وبإراحة أهم العناصر.. الأمر سيان بالنسبة لليفربول في مواجهته لبورتو البرتغالي الذي ظهر بمظهر "الفريق الهش" أمام المد الأحمر وخرج بخماسية نظيفة مع "الرأفة". والركن الثالث بايرن ميونخ الألماني الذي يبدو نظرياً بأنّ مهمته شبه اكتملت وما عليه سوى انتظار قرعة الدور المقبل بعد الفوز الساحق على بيشكتاش التركي بخماسية بيضاء، ولعله فوز مفاجئ قياساً بالأداء الكبير الذي قدمه النادي التركي في دور المجموعات وحتى أن هناك من استعجل الطموح بوصفهم بـ"الحصان الأسود" للبطولة هذا العام.

 مباريات الذهاب كانت غنية بكرة القدم الجميلة والمُمتعة التي دائماً ما كان يُراهن عليها الجمهور المُحب للمتعة وعلى جماليتها والقيمة الفنية الكبيرة التي تدور رحاها في ملاعب القارة العجوز. مع ذلك عنصر المفاجأة كان حاضراً، فمثلاً نتيجة اللقاء الكبير بين باريس سان جيرمان وريال مدريد خصوصاً مع الهالة الإعلامية التي رافقت باريس سان جيرمان جعلتنا نرفع نجوم النادي الباريسي عالياً، وظننا أن مسألة التأهل شبه محسومة. الملكي انتفض في المباراة وخصوصاً في الشوط الثاني وفاز بنتيجة مرضية مع إمكانية أن تكون مباراة الإياب شرسة للغاية والنادي الباريسي سيلقي بثقله الهجومي "كُله" من أجل التدارك". كذلك قمة يوفنتوس وتوتنهام أظهرت مدى الحضور الممتاز للسبيرز ومتوقع أن يستغل النادي الإنجليزي عاملي الأرض والجمهور، وعامل النتيجة الإيجابية التي هي لصالحه.

 الإجادة الإنجليزية هذا العام لم تكن محض الصدفة لغاية الوصول إلى دور الستة عشر. كل الأندية قدمت مستويات من طراز رفيع ومسألة الوصول إلى الدور المُقبل بخمسة أندية تبدو واردة إذا ما حسبنا مع مانشستر سيتي وليفربول وأفضلية الإياب لكل من توتنهام ومانشستر يونايتد طالما سيكون الموعد على ميادينهم. تشيلسي هو الوحيد الذي سيكون أمام مباراة صعبة عندما يرحل إلى برشلونة وهو بحاجة إلى الفوز أو التعادل الإيجابي بأكثر من هدف للمرور. البلوز قدم مباراة كبيرة في الذهاب وأحرج برشلونة في أكثر من مناسبة ولولا القائم لكانت النتيجة ثقيلة بالنسبة للكتلان. ما ميّز تشيلسي هو أن الأداء الفني المثالي الذي بناه كونتي في المباراة. استوعب برشلونة بشكل رائع للغاية وقلّص خطورته في الأمام. ولولا الخطأ الذي ارتكبه المدافعون لكان الفريق أدى مباراة متكاملة بحذافيرها. الإياب صحيح أنّه صعب على تشيلسي وتكرار ما حدث في ستامفورد بريدج ليس بوارد. الفريق بحاجة إلى اقتناص هدف قبل كل شيء. أما مانشستر يونايتد فالإياب سيكون سهلا نسبياً عليه. فمع الحماس الذي ظهر به أشبيلية والهجمات التي تكسرت بالدفاع تارة وبالحارس دي خيا في التارة الأخرى، يمكننا أن نراهن على مباراة تميل قليلاً لمانشستر.

 إجمالاً، يمكن القول إن مباريات الذهاب وفتّ بالآمال التي نعرفها عن دوري أبطال أوروبا. ومع هذه البداية القوية نحن على يقين بأن الأمر سيتكرر في الإياب خصوصاً وأن العنوان "أكون أو لا أكون"

https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif