أحمد السلماني
السيب واحدة من كبريات ولايات السلطنة، ولأنها امتداد جغرافي كبير وعميق لمحافظة مسقط فإن أهلها مزيج أنيق من المواطنين تكالبوا للسكنى فيها من مختلف المحافظات، لأنها بحق تعد القلب النابض للعاصمة مسقط، كل هؤلاء جمعهم ناد واحد كل مساقاته وأوردته تعمل بجهد واحد وبنشاط مذهل، تأسس في مارس 1972 يوم أن دعت الحاجة إلى أن تستظل الفرق الأهلية المتعددة بالولاية بناد ينظم سيرورتها ويمثل الولاية العريقة بين بقية أندية السلطنة والتي بدأت بالظهور تباعا عندما صدح المنادي "صوت للنهضة نادى".
يومها لم تكن السيب بهذا التوسع الهائل سكانيا وعمرانيا، 4 عقود ونصف من التوسع الكبير اضطروا معه إلى نقله لموقعه الحالي وبدعم حكومي وأهلي تشكل على أثرها صرح رياضي وثقافي واجتماعي قل نظيره.
وعندما نتحدث عن نموذجية هذا النادي فإنّ مرد كل ذلك إلى السياسة التي ينتهجها منذ أمد تتمثل في "استفادة كافة أعضائه من مقدراته"، النادي يسع الجميع، المساقات الثقافية والاجتماعية والرياضية كلها تنبض، والأخيرة هذه تقف على عنوان عريض يقول "11 لعبة أو رياضة" مفعلة في نادي السيب لا سواه، ربما كثيرون يتساءلون عن غياب "الإمبراطور" عن منصات التتويج، الحقيقة أنهم لو أرادوا ذلك لتحقق لهم سواء بالمنافسة بدوري المحترفين حتى أو إحراز لقب الكأس الغالية، ذلك ليس بعزيز عليهم وقد كانوا، ولكن ذلك إن تم فسيكون على حساب لعبات ورياضات أخرى غير كرة القدم، الرياضة التي استهلكت وأهلكت الكثير من الأندية وأرهقتها بالمديونيات، وللعلم فالسيب ينافس وبقوة للعودة للأضواء وكان قاب قوسين أو أدنى من ذلك الموسم الفائت ولكن البطاقة ذهبت لمن يستحقها ورب ضارة نافعة فـ "الإمبراطور" السيباوي عاد أقوى هذا الموسم ومرشحا قويا للصعود كما وأنه موجود بمربع "الكبار" في الكأس الغالية وفريق الطائرة وعطفا على مستوى اللعبة لدينا بالسلطنة يبلي حسنا الى حد ما في البطولة العربية، كما أنّ السيب يمتلك أكبر قاعدة للفئات السنية وفي عديد الألعاب.
أندية نموذجية أخرى تنتهج ذات السياسة هي نقاط مضيئة في "بحر لجي" يغشاه التيه والأوضاع المالية المتردية والتي لطالما حذر الإعلام والخبراء والمحللين من أن أندية تنتحر وأخرى في الطريق بسبب سياسات وممارسات إدارية غير مسؤولة تنشد المجد اللحظي لتعيش بعده مرارات الركون لواقع ذليل من الديون والانكسارات.
دعوة لمن يرغب في أن يساهم في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بناديه وخاصة المجالس الإدارية الجديدة بأن يجلس مع إدارة السيب وأخرى نموذجية موجودة للاستفادة من تجاربهم والاستعانة بخبراتهم ولن يبخلوا بذلك، سفينة السيب تمخر بثبات عباب الخليج العماني وربانها ماهر هي بحق "أنموذج مثالي" نسأل الله تعالى أن ترسو بأمان على منصات التتويج قريبا، فإلى هناك.