إدارة الأزمات في معرض مسقط للكتاب

...
...
...

في دار دجلة (ناشرون وموزعون) بمعرض مسقط الدولي للكتاب 2018 سيجد القراء كتاب خبير إدارة الأزمات د. عيسى الصوافي بعنوان (إدارة الأزمات.. المنهج – الأهداف – الاستراتيجيات)
يحاول د. عيسى الصوافي في كتابه تقديم نظرة عامة عن الحالة التي تطورت وآلت إليها أوضاع المجتمعات الحديثة من حيث التنظيم والتعايش مع الأزمات الاستثنائية والظروف التي تثور بشكل فجائي.. ويبين الجهود المطلوب القيام بها في إدارة هذه الأزمات من أجل تحديد طبيعة الاختلالات التي تطرأ على حياة المجموعات الإنسانية بفعل الطبيعة أو الإنسان سواء بعمل تخريبي مقصود أو غير مقصود ناجم عن الإهمال وعدم المبالاة.
وفي شتى الأحوال، تكون القيادات والأجهزة الأمنية أو أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني وغيرها من الهيئات المختصة بمواجهة الأزمات مدعوة للتدخل بشكل سريع للحفاظ على مصالح المواطنين وأمنهم وأموالهم. وبالتالي التصدي للكوارث والأزمات مهمة تستدعي تعبئة مقدرات البلد وتنظيم التدخل بالكثافة المناسبة والتي تجعل أرواح المواطنين وممتلكاتهم في مأمن من غوائل المتربصين الذين يظهرون عند نقص المراقبة والتيقظ إزاء الضغط الذي يحصل جراء اندلاع الحالات الاستثنائية.
وفي أدبيات إدارة الأزمات يسلط الكتاب الضوء على الإمكانات المرصودة التي يتطلبها النجاح في المواجهة وأشار الصوافيّ من خلال الكتاب إلى دور المعلومات والإعلام في إنهاء الأزمات بأقل نسبة من الخسائر حيث يلعب الإعلام دوراً رئيساً في تنظيم وتعبئة المواطن وأيضاً في حمايته من وطأة الإشاعات والأخبار المزيفة، مما يساعد الجهود المبذولة على أن تؤتي ثمارها.
وقد أكد مؤلف الكتاب على التطور الجديد الذي تلعبه تقنيات المعلومات في جمع المعلومات وتصنيفها على شكل قاعدة بيانات تشغلها برامج وتطبيقات ضمن نظام معلومات متطور ومتخصص في هذا الميدان. وأضاف بأن هذا النمط الجديد من التجهيزات يقدم خدمات جمة لمتخذي القرار حتى ينتقلوا إلى درجة أعلى من التأهب يكون معها التنبؤ بالأزمات مسألة متاحة يسهل معها اتخاذ التدابير الملائمة وإدارة الأزمات بصورة ناجعة.
وفي متن الكتاب، تعرّض المؤلف لخطط التوقعات التي تتم صياغتها تحسباً من حصول الأزمات بشتى أنواعها. فالتنبؤ الذي يفرض نفسه على متخذي القرار نتيجة تكرر وقوع الأزمات، ينتهي في الأخير إلى التعود على نمط معين من ردود الفعل تجاه كل أزمة وتغدو المواجهة ترسم وتنظم مسبقاً، وفق خطط مضبوطة محسوبة النتائج تخلص إلى النقص من الخسائر وتجنب فداحة الأضرار بل وتفاديها إن أمكن.
وفي الفصول التالية، عرَّج الكاتب على الجوانب التطبيقية في إدارة الأزمات، وحاولنا تقديم حقول عرفت بسياسات التصدي والمواجهة التي قادتها إدارة الأزمات في العديد من الأزمات وخاصة الأنواء الطبيعية والأعاصير المناخية التي مرّت على سلطنة عُمان.
وأشار في هذا الفصل إلى الأزمات التي خلّفها إعصار جونو وفيت فإنه قد ظهر أنها قدمت عبرة استخلصتها القيادات العُمانية وأعادت على التو هيكلة البنيات المكلفة بمواجهة كوارث الطبيعة، حيث ظهرت إلى الوجود الهيئة الوطنية للدفاع المدني بتشكيلتها الجديدة وصلاحياتها الموسعة.
ونوّه الكاتب د. عيسى الصوافي إلى الدور الأمنيّ والحيويّ الذي رافق اندلاع الأزمات، حيث لعبت سلطنة عمان دوراً رئيسياً في فرض أسلوب الرصانة والحوار على الصعيد الداخلي وكذا على الصعيد الخارجي في محيطه الجهوي والإقليمي والدولي. ثم نتتبع عمليات البناء السياسي والدستوري الدؤوبة للنهوض بسلطنة عُمان وتصنيفها ضمن مصاف الدول المنتمية والمتبنية للخيار الديمقراطي.

تعليق عبر الفيس بوك