ماجد بن سليمان الكندي
منذ فترة وأنا انتظر ما سيُسفر عنه ما حدث في بعض الدول العربية وسمي "الربيع العربي" من الناحيه الاقتصادية، وكنت أتوقع أنه سيظهر لنا نظام جديد بها كون أن تلك الدول غالبيتها من المُسلمين، وبالتالي سوف تظهر أفكار حول طرق اقتصادية أكثر ملاءمة من الرأسمالية الحالية، إلا أنَّ الواقع كشف لي وكأنني كنت أفكر في أحلام وتوهمات حول ذلك الشيء .
عموماً أعتقد أننا وصلنا حالياً إلى بداية "الرأسمالية المتوحشة"؛ حيث تسيطر فئات قليلةعلى مدخرات العالم، ومن هنا يتحول العالم إلى إقطاعيات كتلك التي كانت قائمة في عصور سابقة، إلا أنها بشكل أكبر وأضخم.. لماذا؟ لأنه وبكل بساطة أن عددا قليلا من الأشخاص يمتلكون الشركات العابرة للقارات التي تلتهم الأخضر واليابس بغض النظر عن الدول والتي أصبحت كلها بلامنازع تستخدم نفس النظام العالمي الرأسمالي ومن جهة أخرى استخدام التكنولوجيا والتطور الدائم بها سوف يقلل الاعتماد على العنصر البشري والذي هو في زيادة سنوية وليس في نقص، إذا سيتولد في المستقبل القريب أعداد كثيرة ومخيفة من البطالة الشابة التي لا تملك الكثير للحصول على حياة مناسبة لها.
كما سيكون العالم مرهونا بعدد من الرأسماليين الذين يحكمون العالم بدون منافسة ويوجهونه نحو مصالحهم بغض النظر عن الحكومات المختلفة وما تشاهدونه من رجال سياسة هم فقط مظهر خارجي ليس إلا .
إذن ماذا سيكون مصير العالم بعد فترة إن لم يتغير شيء "موارد بشرية بدون عمل".
والشيء بالشيء يذكر، فالتكنولوجيا والتطور بحاجة إلى طاقة ويزيد الاحتياج لها سنوياً مع النمو الاقتصادي، ولذلك اندهش ممن يقولون إنَّ سعر النفط سيتراجع إلى 18 دولارا للبرميل، ومحل الاندهاش هنا ليس لكون النفط لا يمكن أن يتراجع، لكن معنى ذلك أن هناك طاقات بديلة قد ظهرت، فما هي هذه الطاقات البديلة؟!
الأمر الظاهر الآن أنها طاقات طبيعية في هذا الكون، كالشمس والرياح والطاقة الحركية بكل أنواعها، فالعالم وإن تقدم باستخدام هذه الطاقات وتسمى النظيفة أيضًا وإن أصبحت الطاقة سعرها رخيصا جدا فهناك ستصبح تكلفة الحياة أرخص وأسهل لأن بإمكاننا تحلية المياه بأرخص الأثمان والماء هو أهم عنصر لحياه للإنسان والنبات وكذلك توليد الكهرباء سيكون أقل وبالتالي ستنخفض الفاتورة ولا أعتقد أنّ ذلك سوف يحدث في المستقبل القريب ودمتم في رعاية الرحمن .
ولا يسعني إلا أن أذكر ما يكتبه الأستاذ الدكتور جلال الدين أمين الباحث الاقتصادي المصري البارز، حيث إن كتاباته تتحدث دومًا عن الاقتصاد الاجتماعي وربطه بالاستهلاك المجنون للشعوب، وأظن أن أمين يتفق مع مقصدي.
