أضحك حتى يسيل وجع قلبي

فاتن باكير - سوريا


(1)
هناك شيء ما عالق في قلبي
إن بحت به صار له أجنحة...
وأنا لا أريده أن يغادر قبل أن تعرفه ...
لماذا لا تغلق نافذتك المشرعة على غيري
 لا جدوى من اتباع حمية للمشاعر مختلفة المعايير
أكره جداً مزاجك الغريب الذي يشبه موطنك الجديد..
البارد والزائف مثل شمس موارية...
أكره اشتياقك المصوب مثل طلقة رصاص...
والذي يشبه سلعة تسددها على دفعات...
أكرهك أحياناً...
أكرهك جداً...
يا إلهي ....
لماذا خلقتُ من ضلعه وهو أعوج القلب!
ألا يمكن أن ترى كم أنا مسكينة...
ليس لأنني امرأة وأخاف أن يهجرني ...
بل لأنني مستقيمة القلب وأحبه ..
يقول لي مديري في العمل وهو بكامل سطوته؛
(أحبك يا فتنة.. ولكني لن أرحمك)
(ستعملين مثل آلة.. وآكل أنا زبدة عملك)
تقول لي أمي على الهاتف:
(احرصي أن تكوني قوية في أوقاتك العصيبة)
يقول لي العالم المهجنّ بالظلام:
(أنا أسبقك دوماً بالخطوة الأولى)
تقول لي أنت يا حبي:
(لا أستطيع أن أحبك كما ينبغي لأني صادق)
أنا أضحك حتى يسيل وجع قلبي..
أضحك حد الثمالة...
حد الانهماك...
حد الموت..
(2)
سأفتح هذا الباب الذي يفصلني عنك
وأحضنك حتى الثمالة...
لأن وجع المسافات قاتل مثل سم أفعى...
كيف حالك من بعدي؟
أما زلت تبتسم في وجه كل غريب تصادفه وكأنك تريد احتضان بلدنا الذي تركته خلفك
كيف أصبح وجه أمك في غيابك؟
كيف حالي وأنا أحاول ألا أحبك كل هذا الحب
الحياة غريبة يا حبي تعطيني كل شيء إلا أنت
وكأنها تنتقم مني.. منا....
من كل حظ جميل لأنها سئمت الوحدة..
لأنها لم تجد من يحبها...
وهذا مؤلم..
ما أصعب أن تكون معلقاً بحبل...
لا أنت مربوط جيداً كي لا تقع
ولا أنت حر كي تنطلق بعيداً عن وجعك
الوهم جميل أحياناً لأنه يسكنّ مخاوفنا
ويجعلها أقل قتامة...
وأنا كنتُ أقول لنفسي كلما غبت
(يا بنت سيشتاق إليك)
وكأن الاشتياق مرهون بالمسافات فقط ...
وأخبار الوطن البعيد
وجعبة الأمنيات البسيطة التي تحتويك فقط
ماذا لو كنت قريباً من قبضة الباب الذي سأفتحه
هل ستقول لي: إنك شقيت من بعدي؟
أم أنك ستبتعد مثل حبة حصى أرميها في نهر
مُخلِّفةً صدى غريب يشبه انكسار روح...
كن حياة....
كن أي شيء جميل لأن الحياة لا تستقيم إلا بحب

تعليق عبر الفيس بوك