متى تتعافى كرة السلة؟

وليد الخفيف

عندما سأل الوسط الرياضي عن موقع لعبة كرة السلة من الإعراب، امتعضَ البعض، ووصفوا أصحاب السؤال المنطقي "بالمتربصين"، ذوي الفكر السوداوي، المناهضين لحركة التطور التي تشهدها اللعبة، فأكدوا في كل مناسبة توجُّه جهودهم نحو الاهتمام بالقاعدة وصولا لمنتخب أول قوي يحقق طموح وتطلعات الجماهير، داعين الجميع للتحلي بالصبر والحكمة؛ لأن شعارهم "العمل في صمت".

ومضت أيام وشهور وسنوات، وكل شيء تقدم به العمر إلا قاعدة كرة السلة، التي توقفت عجلات الزمن أمامها لسنوات؛ فانتظار المشتاق لإنجاز السلة أشبه بمن يبحث عن المشمش في فصل الصيف، أو عن مأذنة مسجد عمرو بن العاص في مالطا؛ فالأمر انكشف وظهرت القاعدة تجرُّ أذيال خسارة تلو الأخرى في "خليجية الشباب"، فلم تشفع الأرض أو الجمهور لتحقيق أي انتصار، وإن كان شرفيا، فحتى المركز الثالث الذي كان أبرز نجاحات اللعبة خسرناه آسفين؛ فالمحصلة النهائية 4 خسائر ثقيلة بفارق عَدَدي كشف المستور، فأفصح بجلاء عن حجم العمل الهائل الذي يبذله القائمون على شؤون اللعبة المظلوم لاعبوها !

وليس من الإنصاف أن يتحمل اللاعبون مسؤولية ما جرى بمجمع السلطان قابوس الرياضي، فلم يدخر أحدهم جهدا أو عطاء بوسعه في سبيل الدفاع عن ألوان بلاده؛ فالتحدي الممتزج بحسرة الخسارة ملأ عيونهم، وألم الخسارة كسر قلوبهم، فعفوا يا من نفتخر بشجاعتهم، كفاحكم لم يكن كافيا لتخطي منتخبات عملت منذ سنوات، فتفوقت إداريا وفنيا وأتى وقت الحصاد، أما نحن فنستمع بملل وفتور لأسطوانة ضعف الموازنة، فالواقع الرياضي السبب الخفي الذي يتحمل كل عثرة عابر سبيل.

ومن السلة لليد يا قلبي لا تحزن.. فمن فيلم السراب القاتل بطولة "ماركو" إلى طموحات مشروعة بطولة  "عبد العاطي"؛ فمساعي الأخير تبددت في بلوغ كأس العالم، ولكن يحسب لليد قرار المشاركة في استحقاق قوي، ويحسب لعبدالعاطي تجديد دماء المنتخب الذي كان ندا قويا في معظم مباراته، فمساعي اليد مقدرة ولكن إرجاع سبب عدم التأهل لضعف الإمكانيات غير مُقنع؛ فالسبب الحقيقي يعود لسنوات سابقة لم نشارك خلالها في بطولات حقيقية، فتراجعت خبرة لاعبينا وتوقف عمرهم التدريبي، فلم نشارك في بطولات آسيا للناشئين، ولا كأس العالم للناشئين، ولم نشارك أيضا في كأس آسيا للشباب ولا كأس العالم للشباب. أما المنافس، فترقَّى لاعبوه الفريق الأول بعد المرور بالمراحل السابقة التي صقلت خبراتهم، وأسهمت في بناء شخصيتهم المتمرسة في اللعب الدولي.

وأخيرا.. لم يكن نجاح اللجنة العمانية لكرة الطاولة في استضافة عالمية الشباب أمرا جديدا؛ فالنجاح دوما حليفهم، ولكنَّ الدرس المستفاد من البطولة يكمُن في التسويق وبناء الشراكة المستدامة القائمة على المنافع المشتركة بين اللجنة وشركات القطاع الخاص.