"خطابات السلطان".. رحلة بناء المجتمع والإنسان

مسقط - العمانية

جمع الكاتب زكريا بن خليفة المحرمي، وهو طبيب وباحث في الفكر العربي، في كتابٍ صدر عن مؤسسة بيت الغشام، قبل فترة وجيزة، مجموعة من أقوال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عمَّا يقارب 33 موضوعا بالغ الأهمية، تحت عنوان "خطابات السلطان".

ويذكر المؤلف زكريا المحرمي كيف كانت عُمان قبل تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في الـ23 من يوليو عام 1970، حيث كانت البلاد تعاني من ثالوث الفقر والجهل والمرض؛ إذ لم يكن هناك سوى مؤسسة صحية واحدة ومدرستان فقط، كما لم تكن الموارد البيئية للبلاد مستغلة بالشكل الذي يفيد المواطن؛ مما اضطر المواطنين للهجرة أو العمل في المهن التقليدية البسيطة.

ومن الأقوال التي استشهد بها زكريا المحرمي لصاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- من خطابه التاريخي عند استلام الحكم في العام 1970: "أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية". وفي هذا السياق يقول: "إلى جانب بناء عُمان الحديثة، استطاع السلطان قابوس بناء الفرد العماني الحديث، الذي نحتت الرؤية السلطانية شخصيته وفق مبادئ الإيمان العميق بالله والانتماء لعُمان والاعتزاز بتاريخها وأخلاق أهلها وتراثهم، وحب العلم، وحرية الرأي، والتعددية الفكرية، والتجديد المعرفي، والانفتاح على العالم، وتعزيز الأمن والسلام العالمي. إن هذه الصفات جميعا نجدها ماثلة في أعمال السلطان قابوس ومنجزاته، كما نجدها منحوتة في وجدان العمانيين الذين اشتركوا مع السلطان في حلم بناء عمان الحديثة".

وقد جاءت المواضيع وفقا للعناوين التالية: عهد السلطان، والإيمان، والمسجد، وعمان، ومدن عمان وولاياتها، والهوية العمانية، والشعب، وبناء الإنسان، والشباب، والمرأة، والعلم، والفكر والمعرفة، وحرية الفكر والإعلام، والتجديد الفكري، والشورى، والتراث والمهارات والحرف التقليدية، والعمل والمثابرة، والتخطيط واستشراف المستقبل، والإصلاح الاقتصادي، والصحة، والزراعة والمياه والبيئة، والإنجازات، والمسؤولية ومكافحة الفساد، والمساواة والعدالة والقضاء، والسلام والوئام، والأمن والدفاع، ومواجهة الاعتداء الشيوعي على الأراضي العمانية، والنظام العالمي، والعروبة وأمن المنطقة، والدعاء.

وحول هذه العبارات ورؤيته في اختيارها، يقول المحرمي: تتميز أغلب العبارات المختارة في هذا الكتاب بالقصر، والجمل القصيرة بجانب فوائدها المرتبطة بسهولة الفهم والحفظ، تتميز كذلك بقدرتها الفائقة على الإدهاش، وتحفيز المتلقي لاستيعابها، وحفظها، وتمثل معانيها، لذلك كانت الجمل القصيرة هي الأداة المستخدمة لتخليد الحكم والأمثال في جميع اللغات، وقد تنوعت تراكيب العبارات السلطانية بين جمل اسمية تصف الوضع حينا، وتقرر خطة العمل أحيانا، وتؤكد العزم في أحيان أخرى. إضافة إلى الجمل الفعلية التي توحي بالحركة، والتدفق، والاستمرارية، في البناء والإنجاز، وإقامة النهضة العمانية الحديثة.

تعليق عبر الفيس بوك