المعتصم البوسعيدي
تعيش الرياضة العُمانية - على ما يبدو - مع بداية العام ٢٠١٨م فترة زاهية؛ من ذاك الفوز الرائع في خليجي ٢٣ إلى تلكم المشاريع المعلن عنها، علاوة على الاستضافات القادمة لمجموعة من البطولات القارية والعالمية، وعلى هذا يجب استثمار كل ذلك على نحو "إذا هبت رياحك فاغتنمها".
كتبتُ سابقاً عن واقع الرياضة العُمانية، وضرورة الوقوف مع هذا الواقع، والبحث عن سبل التغيير والتطوير، ولكن لا يمكن أيضاً غض الطرف عن كل جهد يبذل، وإنجاز يتحقق هنا وهناك، وأجدني أعود كل مرة - مرغماً بمحبة - للحديث عن اللجنة العُمانية لكرة الطاولة التي تستعد لاستضافة عالمية وحدث جديد يتمثل في بطولة العالم للناشئين لكرة الطاولة خلال فبراير القادم في نجاح جديد يحسب لعبدالله بامخالف ورفاقه الذين يعملون "بصمت مسموع!!"، كما يجدر الإشارة لإعلان استضافة السلطنة للبطولة الآسيوية السادسة عشرة للشباب لكرة اليد – تصفيات كأس العالم بإسبانيا في يوليو من العام ٢٠١٩م والجميل في هذه الاستضافة أنّها ستكون في محافظة ظفار في مؤشر إيجابي لاستثمار الجانب السياحي وتوزيع البطولات على جغرافية السلطنة، ومع نهاية هذا الشهر ستقام في السلطنة بطولة كأس ديفيز للتنس، البطولة الدولية المعروفة، وستحط السلة الخليجية للشباب رحلتها السادسة عشر في مسقط.
وفي ذات السياق الذي يُعنى بالرياضة العُمانية تم توقيع اتفاقية إنشاء المجمع الرياضي بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، كما اطلعنا مؤخراً على مشروع سير العمل في مشروع إنشاء نادي عُمان للكريكت والمركز الرياضي بولاية العامرات، ولا شك إنها مشاريع وبنى تحتية مهمة للغاية بالرغم إننا نطمح لأكثر من ذلك وبالرغم أيضاً برغبتنا الشديدة أن يغلف منشآتنا طابع الحداثة والابتكار دون إغفال وضع الهوية العُمانية، وقد أحسن الأخوة في فريق "صدى جعلان" بوضع عرض مرئي حول مطلب وجود استاد رياضي بمواصفات عالمية، الأمر الذي يبدو كالحلم الكبير لعشاق المستديرة في السلطنة، ولا نعلم ماهية الأفكار الموجودة حول هذا الأمر خاصة مع المنشآت والمشاريع الموجودة التي تتبع الطابع التقليدي الخالي من الإبداع.
الرياضة كما نردد دائماً لم تعد مجال ترفيه، لذلك يجب أخذها على محمل الجد، وأعتقد أننا مع كل هذه الاستضافات والمشاريع يجب أن نسعى نحو إيجاد بيئة العمل الحقيقية المبنية على الابتكار والإبداع، ووجود مدينة رياضية متكاملة - مثلاً - أحد الطموحات التي يجب أن توضع في الحسبان، وربما يمكن الاستفادة من الهيئة العُمانية للشراكة من أجل التنمية في هذا الموضوع بالتحديد، ولما لا؟! فالمدينة الرياضية ذات جدوى اقتصادية إذا ما ترجمت بالشكل الصحيح، حتى إنّها تتداخل مع واقع الحاجة الملحة لتوظيف الكادر الوطني بما ستحققه من فرص عمل مختلفة، علاوة على تعزيزها لموضوع إشراك القطاع الخاص للقيام بدوره الحقيقي تجاه أبناء هذا الوطن العزيز، وتبقى هذه الاستضافات والمشاريع خطوات جيدة ومعززة لقيمة الرياضة ورصيدا مهما نحو تطلعات أكثر إشراقاً، وعلينا أن نستحضر مقولة: "أصحاب العقول العظيمة يحب أن تكون مستعدة دائماً ليس لاغتنام الفرص فحسب، ولكن لصنعها أيضاً" وهذه رياح الأمل، فهل سنغتم نسماتها ونصنع منها ممكناً طال انتظاره؟!.