أحمد السلماني
يتفق الكثير من خبراء الكرة العُمانية وممن خبر وسبر أغوارها أنها في أمس الحاجة إلى التطوير والتغيير في المسابقات المحلية وهذا ينطبق أيضاً على باقي الرياضات ببقية الاتحادات واللجان، فالرياضة ولضمان التفوق والإجادة بها لا بد وأن تمارس وأن يحتك اللاعب ويصقل ضمن روزنامة مسابقات محلية متطورة وقوية فنياً حتى نستطيع أن نخرج بكوكبة من اللاعبين وفي مختلف الرياضات للمقارعة والمنافسة بهم خارجياً وبالتالي ضمان حضور عماني مؤثر على منصات التتويج إقليميا وقاريا وحتى دوليا وخاصة في الأولمبياد وكل ذلك ليس بعزيز علينا فكل المؤشرات الحالية تشير إلى رغبة جامحة وطموحة لدى القائمين على الرياضة في بلادي واللاعبين في التفوق والإجادة بعد سنين عجاف وبعد أن شهدنا تفاعل ومطالبات جادة من الشارع الرياضي تناغم معها الإعلام الرياضي فشكلت جميعها وسائل ضغط للتعديل والتقويم .
وفي خضم مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بـ"خليجي 23" والتي توج بلقبها " كنت قد أثنيت ووجهت سؤالا للهولندي "فيربيك" مدرب منتخبنا وسؤالي كان" لقد صنعت لنا خط دفاع قوي وثابت ويصعب اختراقه فمتى تصنع لنا خط هجوم وهدافين لإحراز الأهداف؟"، الإجابة كانت "حتى ونحن نفوز أنتم تنتقدون!!"، لم أفهم من إجابته شيئاً ولكن الرجل وبعد يوم واحد وأثناء إحدى الحصص التدريبية أسر لي "السؤال شغلني كثيرًا، لكن ليس من السليم أن نحط من قدر مهاجمينا في مؤتمر صحفي يعج بوسائل الإعلام المُختلفة، طرحك سليم ولكن أنى لي بمهاجم قناص وبحساسية تهديفية عالية مضادة للخطط التكتيكية والدفاعية التي تنتهجها المنتخبات والأندية حالياً والدوري لا ينتج أمثال هؤلاء".
أعتقد أن رسالة الرجل واضحة والحقيقة أن مسابقاتنا المحلية بشتى فئاتها وفي مختلف الرياضات وبالوضعية الحالية لا تؤهلنا للذهاب بعيدًا، فباستثناء كرة القدم فإن هناك رياضات ككرة السلة واليد والطائرة والهوكي لا تتجاوز عدد الأندية المشاركة بها الثمانية من أصل 44 ناديا تنتشر وتبدأ مسابقاتها وتنتهي ولا نعلم عنها إلا النزر اليسير، وأعزي كل ذلك إلى عجز القائمين عليها عن تسويق البطولات لدى الأندية والترويج لهذه المسابقات لدى مؤسسات القطاع الخاص وجلب الرعايات الكبرى التي تضمن مشاركات واسعة وحضورا قويا مؤثرا لهذه المسابقات والبحث عن طرق غير تقليدية لاستقطاب الإعلام كونه شريك أصيل وفاعل لتطوير هذه المسابقات والتسويق والترويج لها، وأربت على يد القائمين على لجنة "كرة الطاولة" في الطريقة الجديدة والمبتكرة في الترويج للعبة ومسابقاتها.
أدرك يقينا أن تطوير المسابقات والبطولات المحلية يرتبط ارتباطا وثيقا بالمال والدعم المادي لها وعلينا أن لا نركن لهذا الوضع وأن لا نتعلل بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها المنطقة ونحن جزء منها، فرجل الشارع البسيط يدرك أن شركات ومجموعات تجارية كبرى في السلطنة تجني من الأرباح أرقاما كبيرة معلنة وأخرى غير معلنة خاصة في قطاعات مثل الاتصالات والبنوك والمواصلات والمقاولات، وبصراحة فإن نسبة بسيطة منها فقط من يساهم في قطاع الرياضة ربما الشركات الوطنية فقط وأخرى ما تعطيه باليمين تأخذه بالشمال أضعافًا مضاعفة وواحدة تتبنى مسابقة مهمة بحفنة بسيطة من المال والأدهى أنها تشتكي من أن وسائل الإعلام لا تتعاطى مع اسمها التجاري، ما هكذا تكافأ الأوطان، ربما لا يدرك القطاع الخاص أو أنه يتغافل فـ"بالرياضة والوثوب على منصات التتويج في المناسبات الرياضية الكبرى يعني صناعة"علامة وطنية" والترويج لها وبالتالي فإن منتوجاتهم في الأقاليم الأخرى سيكون لها حضور قوي"،احسبوها صح.