الخطاب الثالث من سلسلة خطابات (إلى شادي) القصصية

بقلم منال السيد حسن

مستشارة قانونية بمكتب دكتور هلال الخروصي للمحاماة والاستشارات القانونية

تحية إلى روحِكَ الطيبة وبعد،،،

مرتْ أكثرَ من ثمانيةٍ وأربعين ساعةٍ قاتلة من صمتٍ ودمعٍ وخوفٍ وترقب.. وددتُ لو أسألكُ كيف حالُكَ دوني؟! لأجدني أسألُ كيفَ حالي أنا دونك؟!! ..

كيف حالُ قلبي وعقلي وروحي وأحلامي؟! ..

كيف حالُ قلمي وأوراقي وتلك المساحاتِ الشاسعة من الأراضي الخضراء بقلبي؟! ..

كيف حالُ الغربةِ دون صوتك؟!! ..

وكيف حالُ الوقتِ حين يمرُ ولا يمر؟!

كلُ شيء في غيابك لا يكون .. كلُ شيءٍ يفتقد جماله الخاص.. تفقد الأشياء شغف وجودها دون حضورك .. كلمةٌ منكَ تحيي النبض الساكن فيني .. نبرةُ صوتِكَ تروي حنيني إليكَ الذي لا يستكين .. والله لا يستكين.

أشتاق أن تحدثني عن لا شيء .. وأود أن أسألك عن كل شيء دون تطفلٍ أو فضول ..

أفتقد حديثك الصامت .. وضحكتك التي تختلف من موقفٍ لآخر..

أشتاقُ أن تحدثني عن لا شيء .. وأن توبخني على لا شيء ..

أشتاق أن تسألني عن حالي .. ماذا حدث في يومي؟! .. أن تبثني نصيحةً أو حلم .. وأن أبثك رجائي الوحيد (أن تظل إلى جواري).

لم يرَ الناس النور في عيني منذ يومين .. بسمتي عنيدة وشاحبٌ وجهي ..

لتأتي إلي فيعود كل شيء بحضورك .. حضورك ولا أبهى ..

أقاوم ولا مزيد .. جفت دموعي عن البوح .. فقط غصة ألم عالقة في ثنايا روحي .. وجف صدري من الأغنيات ..

لم يكن في حياتي أغلى منك ولن يكون أغلى منك إلاك ..

أتوسل إليك توسلَ المحتاج لعطاءٍ بسيط يمنحه الحياة .. توسلَ البائسِ في لحظةِ ضعفٍ واستسلام .. وأرجوكَ رجاءَ المضطر .. لا تغيب.. ويح قلبي في غيابك!!

لا مزيد من تحمل .. لا مزيد من معافرة .. وضوء عيني أوشك على الإنطفاء..

أريدك كي أقاوم .. أشتاقك .. وأحبك.

تعليق عبر الفيس بوك