علي بن بدر البوسعيدي
إنّ فوز منتخبنا العماني الأحمر بكأس الخليج 23 لم يأت عن فراغ، وإنّما نتيجة تخطيط واعٍ، وجهد وعمل دؤوب من المدرب والفنيين وكذلك الإداريين ومن خلفهم الاتحاد العماني لكرة القدم ووزارة الشؤون الرياضية، وما يوليه جلالة السلطان المعظم قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- من رعاية سامية كريمة ودعم متواصل لقطاع الرياضة والشباب في السلطنة منذُ بداية النهضة المباركة.
كذلك فإنّ فوز المنتخب الوطني بالكأس دليل على هذا الاهتمام وما حظيت به الرياضة العُمانية من دعم وتسخير لكافة
الإمكانيات للرقي والنهوض بها من أجل تحقيق الإنجازات الرياضية، ورفع علم السلطنة في المحافل الدولية.
ولا شك أن هذا الانتصار وغيره من الانتصارات والإنجازات تمتد ضاربة بجذورها في التاريخ، وما أكثر الصفحات التي تروي قصص الإنجازات والبطولات، كما تروي كيف حرص العمانيون على أن تبقى أياديهم نظيفة دون أن تلوثها الأخطاء، وظلوا أبعد ما يكون عن الفتن؛ بل كانوا ولا زالوا خير سفراء للسلام والتسامح والمحبة بين الشعوب، وهو ما ترجم إلى مشاعر حب واحترام وتقدير من شعوب العالم، وهذا ما لمسناه بقوة من الأشقاء الكويتيين، الذين كانوا كعهدِهم أهل ضيافة وكرم، ورحّبوا بإخوانهم العمانيين وفرحوا لفرحهم وحصولهم على البطولة، وشعرنا كفريق وطاقم تدريبي وإداري وكجمهور أننا نلعب في بلدنا ولم نفارقها، فلهم كل الشكر والتحية والتقدير على الحفاوة التي قابلونا بها، وما قدموه لجماهيرنا الغالية هناك من تعاون، كما أنّ أفراحهم مع العمانيين زادت من عمق الألفة بيننا.
وإذا أتينا إلى رجال المنتخب فإنهم منذ المباراة الأولى أبدعوا وصنعوا الفارق، وكان يمكنهم صنع نتائج أفضل لولا بعض الأخطاء التحكيمية، ولكان الفوز حليف هذا المنتخب الرائع منذ أول مباراة، وفي مباراتنا الثانية لعبنا بشكل أفضل وفزنا على الكويت، وبعدها مع السعودية التي تمتلك فريقًا مؤهلا للمنافسة في كأس العالم، وفزنا عليها بهدفين دون رد كما أننا فزنا على البحرين بهدف أدّى بنا إلى المباراة النهائية بجدارة، وقد أخذنا حقنا من الإمارات بفوزنا عليها بضربات الترجيح بالرغم من أننا لعبنا أفضل وأهدرنا أهدافا بالجملة للأسف، وهذه هي الكرة، وقد عمّت الأفراح عمان من أقصاها إلى أقصاها بعد الفوز وكان استقبال المنتخب على أعلى مستوى، كما أن هناك الكثير من الجوائز التي منحت وتمنح من بعض المؤسسات والشركات، وهذا ليس بغريب على عمان وأهلها والتكريم الأعلى من المقام السامي سيأتي فيما بعد.
ومن أهم الإيجابيات في البطولة رجوع دول الخليج لهذه الدورة بعد أن كادت تعصف بها الحالة السياسيّة التي تعيشها المنطقة، والإشادة شاملة من صحفيين وإعلاميين ومندوبي صحف العالم، كما أنّ هناك جلسات لتحليل المباريات في كل دولة على حدة بالإضافة إلى أن هناك قناة الدوري والكأس القطرية المتميّزة بمجلسها الذي يجمع محللين من كافة دول الخليج المشاركين في الدورة وقد كان لهذه القناة دور كبير لا يمكن تجاهله في جمع المتابعين من الرياضيين القدامى وحديثي العهد، وقد كانت القناة تقف في موقف واحد من الجميع دون تفضيل منتخب على آخر.. وهذا جعل للقناة متابعين كثرًا.