وليد الكيلاني – شاعر فلسطيني
(1) "من يحمل القدس"
سألــتُ يـا جــملًا تــزهـو بـه السَّــــاحُ
مَنْ يحملُ القدسَ عَـلَّ القدسُ ترتاحُ؟
أجــابـنــي لــسْتُ أدري إنَّـني جَــمَـــلٌ
وفـوقَ ظهـــري أحـــمــالٌ وسيَّــاحُ
فاسألْ عنِ القدسِ غـيري لسْتُ حَامِلَـها
فَعِبــــؤهَا أعـــظـمُ الأثقـــالِ بِـطـاحُ
فَمَـــا لَـــدَيَّ حـلـــولٌ كــي أُقَـــدِّمُــــها
ومَــا لَـــــدَيَّ لِــهــذَا البَـــابِ مِفْتـَاحُ
(2) "القُدسُ فِي قَلبِي"
مــاذا أقـــولُ لكــم فالقــدسُ فـي قلـبي
وفي عُيوني وفي روحي وملءُ دَمِي
أُهــدي لهــا كلَّ أشــواقـي وأحـضُنُـها
على جِــراحي ولا أشكــو مـن الألــمِ
وكــمْ أراهــا بأحــلامــي فتــوقـظـني
ولا وصــالَ ســـوى بالحُــلم والقــلـمِ
مِـنِّي السَّــلام لـها فـي كـل مُنْعَطــفٍ
وكــــلِّ زاويـــــةٍ فيــــها وللحَــــــرمِ
حـــيُّوا الأبـــاةَ بنيـها الصـامدين بـها
لينقــذوها مــن التهـــويـــدِ والطُغَــــمِ
وصاحـــبُ الحــقِّ عـمــلاقٌ به ثقَّــةٌ
وغــاصبُ الحــقِّ فــي عينيـه كالقـزمِ
فأهلُها رُغمَ أقسى البطشِ ما خضعوا
فالطفـــلُ يحمِـــلُ أحجــارًا مع العلــمِ
يصيـــحُ بالغاصبِ الجـاني يقول له:
مهمـــا فَعَلْــتَ فــإنــي غيـــرُ مُنهــزمِ
هــذي بــلادي وإني لسـتُ تاركَــها
هَدَمْــتَ بيتــي، وعَــزمي غيرُ مُنهــدمِ
وسوفَ أبقى على أرضي وأحرسُها
ولا يَضيـــرُ إذا مــا عِشْــتُ في الخِـيَمِ
ويهتــفُ الطفلُ ضــد الاحـتلالِ فقدْ
رأى أبَــــاه بنـــارِ الاحــتـلالِ رُمِــــي
فيطلقُ النَّـــار جـــنديٌ بــلا خُـــلُقٍ
ولا يميـــزُ بيــن الـــراسِ والقَــــــــدَمِ
ويسقــطُ الطفــلُ يفـدي أمـةً ظُلِمَتْ
والجُـرحُ ينـزفُ فـوق الأرضِ والعَـلـمِ
ويرتوي شجــرُ الـزيـتونِ من دمـهِ
والغصـــنُ في يـــدِه مُخَـــضَّـبٌ بِـــدَمِ
وتُهمةُ الطفلِ إرهابيٌ رَمَى حَجَـرًا
وقــاتلُ الطِّـــفلِ عَـــمدًا غــــيرُ متَّهـــَمِ
والأمُ تبكـي أبًــا مــن بَعــدِه وَلَـــدًا
وتــذرفُ الــدمــعَ من سُخــطٍ ومـن ألَــمِ
وظنَّــتْ الأمُّ في الأوطـان "مُعتَصِمًا"
لكنَّــها لـم تَجِـــدْ شَبـــهًا لـ"مُـعْـتَصِــمِ"
حــتَّى متــى يُسلَبُ الإنسانُ من وَطَنٍ
والظلـــمُ يأتـــي لـــه مِـنْ لُـعْـبَــةِ الأُمَـمِ
