زوبعة الاحتجاج

وليد الخفيف

نشرت "الرؤية" خبرا ينفي تقدم الاتحاد العُماني لكرة القدم باحتجاج يُطالب من خلاله اللجنة الفنية لخليجي 23 بالحصول على نقاط المباراة التي جمعته بنظيره الإماراتي في الجولة الأولى، ونقل موفد "الرؤية " الخبر على لسان مسؤول بارز بمجلس إدارة اتحاد الكرة، وذلك بالتوازي مع نفي مسؤول الدائرة الإعلامية أيضا للخبر جملة وتفصيلا.

ولم يأت نفي اتحاد الكرة العماني لـ"الرؤية" فحسب بل نفى أيضا للصحف الإماراتية التي اهتمت بالخبر ونفت تقدم عمان باحتجاج عبر صحفها الصادرة صباح اليوم.

وربما لم يخبر مهندس قصة الاحتجاج باتحاد الكرة كل أعضاء مجلس الإدارة- انطلاقا من مبدأ الشفافية- الذي اتخذ عنوانا للمرحلة، لتظهر الأزمة، وتطفو على السطح في اليوم التالي رسائل موقعة من أمين السر العام باتحاد الكرة العماني إلى الاتحاد الدولي يطلب فيها المشورة القانونية حول إشراك الإمارات للاعب تلقى بطاقة حمراء خلال مباراة منتخبه أمام أوزبكستان الودية، ثم احتجاج رسمي للجنة الفنية لخليجي 23 (حصلت "الرؤية" على نسخة منه) يطالب خلاله بتوقيع العقوبة واحتساب النتيجة 3 - صفر بحسب المادة 38 من اللائحة على حد ما جاء بالبيان.

اللجنة الفنية ردت برفض الاحتجاج فور تلقيه، بل رفضت مناقشته من الأساس، بسبب عدم مطابقته للمادة القانونية..

إذن من أين أتى اتحاد الكرة العماني بالمادة 23، ولماذا لم يذكر اسم البند في الاحتجاج، وإذ كانت تلك خطوة خاسرة ولا تستند على أساس، فما الهدف من وراء تلك الزوبعة؟!

ما يجب الاعتراف به أنَّ اتحاد الكرة وضع نفسه في مأزق أمام جماهيره؛ حيث بدأ الأمر بنفي التقدم باحتجاج وصولا لرفض الاحتجاج شكلا وموضوعا.

وربما كان احتجاج الاتحاد العماني لكرة القدم فريدا، ولم تتلق اللجان المنظمة مثله من قبل، فكيف يطالب اتحاد الكرة- الذي يضم في أركانه لجنة قانونية معنية بدراسة اللوائح والنظم المعمول بها في المسابقات التي يخوضها- بالحصول على نقاط مباراة، لأن أحد المنافسين نال بطاقة حمراء في مباراة ودية بل وإيقافه في دورة ودية أيضا، أو بالأحرى مباريات دولية ودية يؤخذ فقط بنتائجها بتصنيف المنتخبات، فضلاً عن عدم إقامتها ضمن أيام الفيفا، لذا فليس من حق أي منتخب مطالبة الأندية التي يحترف فيها لاعبوه بالانضمام لصفوفه بشكل رسمي.

فهل يعلم الخبراء القانونيون أن الإيقاف لا يُفرض إلا في نفس المسابقة، وإذا جاء الإيقاف في آخر مباراة من مسابقة ما، يتم إيقاف اللاعب في أولى مباريات المسابقة نفسها بالموسم التالي، وذلك مقصورا على المسابقات الرسمية فقط، أما المباريات الودية فليس لها لوائح.

ونؤكد أن "الرؤية" جديرة بمُتابعة قرائها لنقل صحيح الأحداث عبر القنوات الشرعية، فموفدها لم يدخر جهدا في نقل الحدث الذي يحظى بمتابعة جماهيرية عريضة، ولدينا كل ما يؤكد طرحه بالدليل الساطع والبرهان القاطع، مراعين دومًا ميثاق الشرف الإعلامي الذي يضرب به البعض عرض الحائط.