رسائل خليجي 23


المعتصم البوسعيدي


صباح الكويت..

من "صباح" الكويت تشرق شمس السلام، وينشر ضياءها الحب والأمل، وربما تضيع الكلمات لتصف ما تقوم به الكويت وأمير إنسانيتها نحو بيت خليجي موحّد، لذلك استحضر هنا أبيات الشاعر العُماني الجميل والإعلامي الرياضي المتألق حميد البلوشي المُغناة بصوت قرين جماله صلاح الزدجالي "يا فرحة الدار والأهل والبيت/ راضي عليك الله وأنتي رضيّه/ سميت باسم الله عليك سميت/ يحفظ صباحك لنا يا أبيّه".

 الإعلام الرياضي..

لقد بنت بطولات الخليج قوتها من الآلة الإعلامية التي تُحيطها، آلة لطالما استخدمت البهرجة، وضخمت صوت البطولة حتى في حال خفوته، لكنها كانت أيضا سلاح التنافس القوي الذي أحيانًا يخرج عن الروح الرياضية، واليوم والبطولة "مُتكهربة" بوضعها السياسي الحساس، فإنّ دور الإعلام الرياضي يجب أن يكون دور إيجابي، تمارس فيه المهنية بمهارة المشي على حبل "السيرك"؛ حيث التوازن الذي يحفظنا من السقوط، ولا ريب أنّ الإعلام الرياضي العُماني يُدرك هذا الأمر، وكان ولا زال وسيستمر على النهج السليم، فلا إفراط ولا تفريط.


"أنتوا أبطالنا"..

لم يعد الحديث عن منتخبنا الوطني إلا حديث عن أحد الأبطال المرشحين للبطولة، ذلك واقع يجب أن نتعايش معه ولا نُقلل منه مهما حاول البعض رمي "جلباب" الماضي على حاضر المنتخب ومستقبله، وحسنًا فعل اتحاد الكرة عندما أطلق "هاشتاق" "أنتو أبطالنا"، مما يعني الحديث عن الأبطال المُراد منهم أكثر من مجرد المشاركة، والبطولة لا يُمكن وصفها بالطارئة - على أقل تقدير - على منتخبنا؛ فالموسم الرياضي تمت جدولته على ذلك، وأتمنى أن تتغير التوقعات السلبية عن المنتخب بنتيجة وأداء مُغاير عما شاهدناه في الفترة الماضية، والوقوف خلف المنتخب لا يعني عدم نقده في أي مرحلة حتى وهو مقبل على البطولة، مع أهمية التفاؤل في كل الأحوال، وخاصة أن بطولات الخليج لا تخضع لمقاييس ثابتة، إضافة لعدم تفاوت المستويات بشكل كبير بين منتخبات الخليج، والأمر يتطلب أيضا اشتغال إداري على أعلى مستوى؛ للمحافظة على تماسك المنتخب وتعزيز روح المنافسة وزرع الانضباط داخل وخارج الملعب، والتمسك بالقيم العُمانية خاصة في وضع البطولة الحالية.


علي الحبسي..

لا يمكن أن نتغاضى عن غياب علي الحبسي في هذه البطولة بالذات، غياب قد يكون له مبرر من جهة، مع وجود جهات أخرى لا تبرره على الإطلاق، ولا شك أن الأمر لا يتعلق برغبة اللاعب نفسه بقدر ما يتعلق بموافقة ناديه، غير أنّ التساؤلات تزداد حول وضع الأمين في نادي الهلال السعودي، والتحدي الذي دخل فيه بات أكبر من ذي قبل مهما كانت التفسيرات، والوسط الرياضي بكل شرائحه وفئاته يهمه أمر علي الحبسي وإلى أين المسير؟ ومع تقبل الظروف والمسببات والثقة في فايز الرشيدي ورفاقه، تبقى هناك غصة نحو عدم مشاركة علي الحبسي الذي لطالما تقبلنا عدم توفره في خضم وجوده بالقارة الأوروبية، إلا أنّ قربه الذي أضحى بعيدًا في ذات الوقت بات كصدر بيت هارب عن عجزه "أجارتنا إنا غريبان ها هنا/ وكل غريب للغريب نسيبُ"!!.

 "خليجي للأبد"..

رسالة الكويت رسالة واضحة، بأن يظل الخليج "خليجي للأبد"، وأمنياتنا منها وإليها وكما قال حميد البلوشي وبقوله أختم "يا فرحة الدار يا ليتها ليت/ تدوم ما تنقطع سرمديّة/ فرحة هل العز والعز بكويت/ يا الله عسى ناسها مهتنيّة" وعسى الخليج كله "مهتني" في أُلفة وسلام.