300 وثيقة وصورة ومخطوط قديم تبرز جوانب مضيئة من الحضارة العمانية

مسقط - الرؤية

أسدل الستار، مساء أمس الأول، على المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر الدولي السادس "علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج"، وسط إقبال جماهيري وترحيب وحضور من قبل الباحثين والمهتمين في الجوانب التاريخية، إلى جانب طلاب الجامعات والكليات، والذي أقيم خلال الفترة من 11-16 ديسمبر الجاري، بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بدولة الكويت الشقيقة.

هدف المعرض إلى تعزيز ثقافة البحث والاطلاع وتعريف دول المنطقة بدور عمان التاريخي والحضاري، وكذلك دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في حفظ هذا الإرث والمكنون التاريخي، وتعريف دول العالم بالدور الكبير الذي لعبته السلطنة عبر مختلف العصور.

يُذكر أن افتتاح المؤتمر كان تحت رعاية معالي الشيخ علي جراح صباح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري، بتكليف من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والشخصيات الدبلوماسية بكلا البلدين.

شمل المعرض الوثائقي العديد من الأركان المختلفة التي تحكي تاريخ السلطنة، وضم أكثر من 300 وثيقة وعدد من الصور والخرائط، إضافة لمجموعة من المخطوطات العمانية القديمة؛ تتناول حقباً زمنية وتاريخية مختلفة، تعكس بدورها جوانب مضيئة من الحضارة العمانية العريقة في مختلف المجالات في الفنون والمعارف العلمية المتعلقة بعلوم الفقه والتاريخ واللغة وعلوم القراَن وعلم البحار والطب والفلك والتنجيم...إلى غير ذلك من العلوم الإنسانية. وعلاقات الشراكة الدولية التي تربط السلطنة بدول العالم المختلفة، إضافة لعرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والسواحل العمانية وخرائط للمدن.

وشمل المعرض اَيضا صورَ الزيارات الرسمية بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة والعلاقة التي تربط البلدين، إضافة لعدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية. كما سلط الضوء على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وسلاطينها والحياة الاجتماعية فيها، وسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان ودول المحيط الهندي والخليج وبقية دول العالم والاتفاقيات والمعاهدات...وغيرها الكثير.

وتضمن المعرض الوثائقي استعراض تاريخ عمان من خلال العصور الحجرية المتعاقبة، مرورا بتاريخها في فترة ما قبل الإسلام وبعد ظهروه، انتهاء بالتطورات السياسية الحاصلة في الفترة التي تلتها، وظهور دولة النباهنة والإمامة الإباضية الأولى والثانية. إلى جانب عرض صور للحياة التنموية في عمان في مختلف المجالات الاقتصادية والمواقع الأَثرية والسياحية؛ حيث انقسم المعرض إلى عشرة أركان؛ هي:

* الركن الخاص بالعلاقات العمانية الكويتية: تضمن صوراً لزيارة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى دولة الكويت، وصوراً لاستقبال صاحب السمو أمير دولة الكويت في السلطنة، إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية.

* عمان عبر التاريخ: عرض تاريخ عمان بدءا من كونها مستوطنة بشرية استقطبت الإنسان القديم للعيش فيها خلال العصور الحجرية، وما خلفه من اَثار وحفريات تدل على وجوده في أرض عمان، مرورا بتاريخها في فترة ما قبل الإسلام وبعد ظهروه، انتهاء بالتطورات السياسية الحاصلة في الفترة التي تلتها وظهور دولة النباهنة والإمامة الإباضية الأولى والثانية.

* الوجود العماني في شرق إفريقيا: عرض لمحة تاريخية عن أثر الوجود العماني في شرق إفريقيا؛ حيث يبرز صور حياة سلاطين زنجبار وتسييرهم أمور البلاد وتنظيم الشؤون الداخلية والخارجية وتشييدهم لحضارة بلغت ذروة الرقي والتطور في شتى مجالات الحياة، وتكوين علاقات دبلوماسية مع العديد من دول العالم، إضافة للخرائط التي توضح طرق التجارة والملاحة بين عمان وشرق افريقيا وصحف ومجلات تسلط الضوء على زراعة وتجارة القرنفل.

* العلاقات الدولية: عُرضت فيه وثائق  للعلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان ودول المحيط الهندي وبقية دول العالم؛ حيث تبادل الأئمة والسلاطين العمانيين مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية، وقلدوا وتقلدوا النياشين، واستقبلوا الرؤساء والسفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات...وغيرها الكثير.

* ركن العملات والطوابع البريدية: وثقت به بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ السلطنة، كما عرض تطور العملة العمانية.

* ركن الخرائط: وبه مجموعة خرائط توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ، إضافة للمسارات البحرية المهمة والمناطق التي تمر عليها حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت، كما عُرِض من خلاله بعض الرسومات والقصاصات الصحفية التي تحدثت عن عمان وزنجبار وبعض الصور من معالم الحياة في عمان وزنجبار.

* ركن المخطوطات: عرضت فيه وثائق أصلية، لتعريف الزائر بالوثيقة العمانية على طبيعتها وجمالية خطوطها ونقوشها والتمعن في شكل الخط ونوعية الورق والحبر المستخدم حينها؛ حيث تتنوع مواضيعها في الفنون والمعارف العلمية المتعلقة بعلوم الفقه والتاريخ واللغة وعلوم القرآن وعلم البحار والطب والفلك والتنجيم إلى غير ذلك من العلوم الإنسانية.

* ركن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: شمل كل ما يتعلق بالهيئة والتعريف بمجالات عملها، وإنجازاتها ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري، والهدف من إنشائها، والذي يتمثل في الحفاظ على الذاكرة الوطنية للبلد لتكون رافدا أساسيا للباحثين والمستفيدين، وبداية مسيرة العمل نحو بناء نظام عصري جديد لإدارة الوثائق والمحفوظات في الجهات الحكومية وتطبيق المواصفات الدولية المعتمدة.

* ركن مطبوعات الهيئة: وفيه مجموعة كتب تتمثل في سلسلة البحوث والدراسات بأجزائها 12 المختلفة، إلى جانب النشرات والإصدارات والكتب والمطويات والبرشورات، كما استعرض فيه أنواع وأساليب الكتابة بالخط العربي، إضافة لتقديم عرض مرئي ومسموع لمجموعة من الأفلام منها ما تحكي العلاقات العمانية الكويتية، وأخرى توضح جوهرة مسقط السفينة الخشبية المصنعة في سلطنة عمان بلا مسامير، أو معادن، أو قطع حديدية حكاية روت للعالم أن التاريخ البحري العماني عاد ليسطر نفسه، عندما أبحرت هذه السفينة لمدة خمسة أشهر من التحديات، والمغامرة، والصراع مع أهوال البحر، وتقلبات الطقس؛ لتصل إلى محطتها الأخيرة "ميناء كيبل بيه" في سنغافورة هدية. إلى جانب عرض فلم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية "ذاكرة وطن".

كما سلط ركن عمان التنموية الضوء على الموقع الجغرافي التي تتميز بها سلطنة عمان ومعالم النهضة العمانية الحديثة والمشاريع التنموية والمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة، إلى جانب عدد من الصور لمختلف الأنشطة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية، والفنون الشعبية.

تعليق عبر الفيس بوك