أهداف منشودة.. ونهضة مفقودة

المعتصم البوسعيدي

تحظى الرياضة باهتمامٍ سامٍ منذ اللحظة الأولى لنهضة عمان الحديثة، وتتواصل في كل مرة عطاءات مولانا -أعزه الله- لهذا القطاع، وللشباب الذين يعول عليهم مواصلة المسيرة المظفرة نحو مدارك العلا والأمجاد، ولعلَّ كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم للشباب مثال واضح لدعم الرياضة والشباب والارتقاء بهما وبالمجتمع بشكل عام.

تدخل مسابقة كأس جلالة السلطان المعظم للشباب إلى مشارف عشرينية العمر منذ انطلاقتها في العام 1998م، وسيعلن الأسبوع المقبل عن أبطالها للعام 2016م، وفق الإجراءات المتبعة في التقييم، ويطلعنا سجل المسابقة على سطوة نادي السيب بـ10 كؤوس مقابل 3 لكل من نزوى والنصر، وكأس للاتفاق في العام 2010م، ولصحم عام 2013م، وعلى هذا يلاحظ غياب أسماء أنديةً لها مكانتها المرموقة في الرياضة العمانية، وليس هناك حاجة أن نذكِّر بأهمية المسابقة فاسمها يغني عن أي ذكر؛ كونها تحمل اسم سيد البلاد وقائدها المفدى -حفظه الله ورعاه- أما رؤية المسابقة الطامحة "لرفع مستوى إدارة الأنشطة وتعزيز مكانة النادي في المجتمع، وإيصال رسالة عن قيمة النادي كمؤسسة فكرية وثقافية تنطلق من المواطنة والعمل التطوعي"، تجعلنا نتوقف مع خلل الميزان بين الأهداف المنشودة للمسابقة والنتيجة على أرض الواقع، مع يقين التأثير الذي تحدثه في المجتمع.

هناك هاجس راودني بعد مقارنة بسيطة بين مشاركة الأندية في هذه النسخة والنسخة التي سبقتها؛ فمقابل 21 ناديا العام المنصرم، ارتفع هذا العام إلى 23 ناديا فقط، لكن مع عدم مشاركة 5 أندية سابقة ودخول 7 أندية جديدة، هاجس يزيده -كما ذكرنا- عدم فوز أندية عريقة أخرى بهذه المسابقة المغرية في قيمتها المالية والمعنوية بطبيعة الحال، ومما يزيدها إغراءً امتداد منافعها المالية لعشرة مراكز تبدأ من الثلاثين ألف ريال عماني ولغاية أثني عشر ألف ريال؛ وبالتالي يجب أن يكون هناك حرص من الأندية على المشاركة الفاعلة في المسابقة واستيفاء كل شروطها، والاستفادة من تجارب الفائزين خاصة نادي السيب الذي يعد النادي الشمولي -إن صح التعبير- على مستوى الألعاب والأنشطة، وتنوع الفئات المشاركة فيها.

تبقى المسابقة واضحة المعالم وذات أهداف منشودة، لكن واقع الأندية ومقدار استغلالها لهذه المسابقة ولغيرها من الحوافز والدعم المقدم لها -مهما كان قيمة هذا الدعم- يشوبه الكثير من التساؤلات، فقد تكاد تكون قيمة الاستفادة غير موجودة، مما يعني فقدان أي نهوض بواقعها؛ نظير الغاية -حسب وجهة نظري- التي يسعى لها النادي من خلال المشاركة بحصرها في الحصول على قيمة الجائزة لا على الأهداف المنشودة والوصول إلى تحقيق الرؤية المطلوبة، فنظل على ما نحن عليه دون تقدم ملحوظ، بل تتواصل "انهيارات" الأندية ماليًا وإداريًا، وحتى نخرج من ذلك علينا ان نلغي نظرة الرياضة "لاستثمار الفراغ"؛ لأن الرياضة استثمار فرص لا فراغ!! ولعمري أن سلطان هذا البلاد -أيده الله بالحق- ما أعطانا يومًا السمكة لنشبع جوعنا، بل علمنا كيف نصطاد حتى لا نجوع، فهلَّ حافظنا على ما علمنا إياه؟!