أتعلم يا صديقي

وفاء سالم – سلطنة عمان
(1)
أتعلم يا صديقي
ما الرائع في كونك صغيرًا؟
هو أنك تظل
قويًا كجبل
بريئًا كزهر
جميلًا كَلَحْن
متدفقًا كنهر
هو أنك تعيش حقًّا..

(2)
ما عاد الشعر يكفي
حرفٌ أنا..
ينهمر من شفاهِ العمر
ليبعث الحياة فيك
وأنت يا صديقي الشجر..
ما عاد يكفيني الحنين
ولا المكان ولا الزمان
ماذا سأصنع بالمكان؟
وفيه أجثو على ألمٍ
ماذا سأصنع بالزمانِ
فيه الشموع بلا لهب؟..
وترٌ أنا..
ألحاني ظمأى
ويحتويني نايٌ ويبقى النغم!..
ماذا سأصنع بالنغم؟..
يسافر بي ويطويني
هذا أنا
يُسكرني الحنين
ويجلدني الشجن..

(3)
أنا الأشواق تحرقني
وأحلامي تراودني
أنا خجلى من الصبحِ
صباح الخير يا صبحُ
صباح لا يحمل الزهر ولا العطر
...
أنا خجلى من الطفل
الذي بداخلي..
يُسائلني عنك
عن الضحكاتِ والبحر
ولا آذري بماذا اُجيب
فمن بعدك يهدأ
روع أحزاني لكي أنسى؟..
يُقبل جبين الدمع كي أحيا..
أنا الأشواق تحرقني
وأفكاري تهاجمني..

(4)
تسكنني التحولات
لا أستطيع أن أستقر
هذا الرماد يُضيع وجهتي
وأنا  عجولة جدًا
اُريدُ أَن أحيا
لأركب فرس الجنون
واُأثث  عرشي بحروفي
اُريدُ  أن لا أقيم حسابًا
لتقاليد القبيلة
(5)
كيف لي أن لا أغار!
يا رجلا بثه القدر على ضفاف الروح طيباً..
وتوسد محيط قلبي..
كيف لا أمد لليل يداي وأهمس خفية: إلهي كُن لي ولا تكن عليّ..
كيف لي أن أبسط للمكان باطن روحي وأغفر له سرقته؟..
يا رجلا ساقه القدر على أصابع فؤاده ليتدحرج قدره نحوي..
كيف لي أن لا أغار وأصمت..

(6)
ماذا تساوي مدينة لست فيها؟
أنا التي عشقتُ مدينة هي أنت
وأسكنت أحرفي فيها..
ومزجتُ ألواني
وصففتُ لوحاتي بها..
وتماديتُ كثيرًا كثيرًا حتى "نسيتُني"حيث أنت
ولم تدر بها!..
ماذا تساوي مدينة
وضعت بين يديها عُمري ..
وسطرت بين أعمدتها اسمك "كنبي"..
وغطيت على هفواتها لاُرقيك دهرًا؟..
يا مستبد
لماذا أُضيع عُمري وأشيائي "الجميلة" فيك
وأنساني وأنسى بأنك دائم النسيان لي؟..

تعليق عبر الفيس بوك