أحمد السلماني
ولدت لتدوم، هكذا أراد لها مؤسسوها، إنها كأس الخليج لكرة القدم، انطلقت قبل أن تتأسس عُرى مجلس التعاون الخليجي نفسه بعقد كامل، وأكاد أجزم أنها أسهمت وكانت عاملا مهما في قيامه، وها هي اليوم مجددا يبدو أنها في طريقها لأن تصلح ما أفسدته السياسة.. الحق أن الشعوب الخليجية وقبلها قياداتها تدرك يقينا أنها جزء مهم من تراث المنطقة، كلما تراخت حبال صواريهم، جاءهم صدى المغفور له بإذن الله خالد الحربان شيخ المعلقين العرب ليقول: "خليجنا واحد.. وشعبنا واحد"، لتشتد العزائم، فتقوى وتزداد عرى المحبة والمودة والسلام بين أبناء الخليج الواحد، إنها كرة القدم، الساحرة المجنونة التي يجتمع على حبها الأصدقاء والخصوم على حد سواء.
كم كانت سعادة الشعوب الخليجية كبيرة وهي تتلقف خبر رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية عموما، وعن كرة القدم بشكل خاص، وأن يزُفَّ هذا الخبر للأسرة الخليجية قبل الكويتية "إيفانتينو" رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الرجل كان سعيدا وحمل لنا جميعا السعادة؛ لأن المنتخب الكويتي "عراب كأس الخليج"، وأحد أعتى منتخباتها، وأكثرها تتويجا بها، قد عاد للأسرة الكروية الدولية، وسنستمتع مجددا بجمالية وقتالية لاعبيه بكأس الخليج.
وتوج صاحب السمو أمير الكويت فرحة أبناء الكويت والخليج بأن طالب وأمر بأن تنظم الكويت "خليجي 23"، وفق الترتيب ونظام البطولة، فاستجابت الدوحة لذلك، وهي التي كانت تستعد لتنظيمها كبديل، حرصا منها على رأب الصدع، وضمان مشاركة جميع المنتخبات، لتنبري العواصم الخليجية، ومعها بغداد واليمن حبا في الكويت، وتعلن مشاركتها جميعا في العرس الخليجي المقبل، فالشكر كل الشكر للكويت، أميرا حكيما وشعبا محبا، الكويت التي ما فتئت تسعى وتستثمر كل ما من شأنه رأب الصدع وجمع الشعوب الخليجية.
واليوم.. وبعد أن تأكد للجميع حضور جميع منتخباتنا الخليجية الأولى بالبطولة، فإننا جميعا كوسط كروي عماني مطالبون بأن نلتف حول الأحمر، وأن نعيد بعث شعار "النبض الواحد"، خلف منتخبنا لضمان حضور قوي له بين المنتخبات الخليجية، وأن يتجاوز الجهازان الإداري والفني، فكرة أن تكون كأس الخليج محطة إعدادية؛ لأنها ذات طابع تنافسي خاص بها، ولا تخضع لأية معايير أو نظريات كروية علمية بالمطلق، ونحن أبناء الخليج أكثر من يدرك ذلك؛ فبجانب الاستفادة الفنية القصوى، علينا أن نرفع سقف طموحاتنا، وأن نذهب للمنافسة على "خليجي 23" ليكتسب لاعبونا المزيد من الخبرة والحس التنافسي العالي؛ وبالتالي حضور مؤثر وفاعل بالنهائيات الآسيوية في "أبوظبي الخير" 2019م.