السلطنة تشارك العالم في الاحتفال باليوم العالمي للإيدز

مسقط - الرؤية

تشارك السلطنة العالم الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام؛ إيمانا منها بأن العمل الجماعي والشراكة على المستوى العالمي يعتبران حجر الأساس في وقف مرض الإيدز؛ حيث تقام خلال شهر ديسمبر العديد من الفعاليات والأنشطة في جميع محافظات السلطنة لتتسنى توعية أكبر قدر من أفراد المجتمع بالمرض.

وقد أصبح مرض الإيدز مرضا مزمنا كباقي الأمراض المزمنة الأخرى كالضغط والسكري، ويتطلب الالتزام بأخذ العلاج بشكل دوري لمدة غير محددة. ومن هذا المنطلق، تولي وزارة الصحة اهتماما كبيرا بمتابعة المرضى من بداية التشخيص والعلاج والمتابعة الدورية بالفحوصات؛ للتأكد من الوصول إلى النتائج السليمة، كما تولي اهتماما آخر بمتابعة المتعايشين، وتشجيعهم على الانخراط في المجتمع كباقي الأفراد وبث روح الأمل فيهم.

وتتفاوت أعراض العدوى بفيروس العوز المناعي وفقا لمرحلة العدوى. فالبرغم من أن المصابين الذين يعايشون الفيروس يغلب أن تكون إصابتهم بالعدوى قد حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن الكثير منهم لا يعرفون بإصابتهم إلا في مراحل متأخرة. وقد لا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلو إصابتهم من أية أعراض، إذ تقتصر الأعراض على مرض شبيه بالإنفلونزا، وتشمل الإصابة بالحمى والصداع وظهور طفح جلدي أو التهاب بالحلق، وعندما تتدرج العدوى في نخر عظام النظام المناعي للمصاب تظهر الأعراض والعلامات؛ مثل: تضخُّم العقد اللمفاوية، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال. وبدون تلقي العلاج المناسب، تظهر لدى المصابين أمراض وخيمة مثل السل والتهاب السحايا، والسرطانات، مثل اللمفومات وساركومة كابوزي، وأمراض غيرها.

ويكشف اختبار كشف فيروس العوز المناعي البشري وضع المصاب من حيث العدوى؛ وذلك بإظهار  وجود أو غياب أضداد الفيروس في الدم؛ إذ ينتج النظام المناعي لدى المصابين بالعدوى الأضداد لمكافحة العوامل الغريبة عن الجسم، ولدى معظم المصابين "فترة نافذة" تتراوح بين 3 أسابيع و6 أسابيع تكون الأضداد المضادة لفيروس العوز المناعي البشري خلالها قيد الإنتاج ولكن لا يمكن كشفها.

أما الدور الباكر من العدوى، فيمثل الوقت الأعظم لإحداث العدوى، مع أنها يمكن أن تحدث في جميع مراحل الإصابة بالمرض، وإذا ما تعرض فرد لفيروس العوز المناعي البشري، فلابد من إعادة إجراء الاختبار بعد مضي 6 أسابيع لتأكيد نتائج الاختبار، والتي تسمح بمرور وقت يكفي لإنتاج الأضداد لدى المصابين بالعدوى.

ووفقا لتقارير برنامج الأمم المتحدة للإيدز، يوجد مايقارب 36.7 مليون مصاب بالفيروس في العالم؛ حيث توجد ما يقارب 1.8 مليون إصابة جديدة بالمرض، وهذا بحد ذاته يشكل تحديا ملموسا لبعض الدول الفقيرة من حيث تشخيص المرض وتكلفة العلاج.

وتتبنى وزارة الصحة نظام التقصي والاستجابة الذي يعمل على تشخيص المرض وسرعة تلقي العلاج ومن ثم المتابعة الدورية للمريض، وقد تم التبليغ عن أول حالة في السلطنة في العام 1984، وتضاعفت الأعداد إلى 2871 حتى نهاية شهر سبتمبر 2017. وقد انتقل الفيروس إلى هؤلاء عن طريق الاتصال الجنسي غير الآمن بنسبة 78%، فيما انتقل الفيروس بنسبة 3.3% انتقل لديهم عن طريق المشاركة بالإبر الملوثة بالفيروس.

وقد تبنت السلطنة سياسة منظمة الصحة العالمية ببدء العلاج لجميع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب من بعد التشخيص مباشرة؛ وذلك لما له من نتائج إيجابية وصحية للمريض؛ حيث إنه لا يوجد لقاح أو علاج شاف ضد الفيروس.

وتحث وزارة الصحة المرضى الذين يعزفون عن العلاج على ضرورة أخذ العلاج المجاني المتوفر في المؤسسات الحكومية بالسلطنة، والذي بدوره يقوم بكبح جماح فيروس العوز المناعي البشري بإعطاء توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقـرية.

وعالميا.. يوجد ما يقارب 80% من المتعايشين مع المرض لا يعرفون عن إصابيتهم بالفيروس، وهنا تكمن خطورة انتشار الفيروس؛ لذلك جاء دور وزارة الصحة بتوفير خدمة المشورة والفحص الطوعي للراغبين بالفحص؛ حيث تبقى هوية الشخص مجهولة، وتعطي النتائج خلال دقائق معدودة، دون ذكر اسم الشخص أو تسجيله في السجلات الطبية، ويتوافر الفحص الطوعي مع أغلب مقدمي خدمة المشورة في الخدمات الحكومية.

يُذكر أن هناك معتقدات سلبية تواجه المتعايشيين مع فيروس نقص المناعة، إضافة للتمييز، فيتكون من خلال الأفعال والمواقف الموجهة ضد المتعايشين مع الفيروس. ومن التحديات التي يواجهها القطاع الصحي لدى المتعايشين مع فيروس الإيدز عدم معرفه المريض بأنه حامل للفيروس؛ وذلك بسبب الوصم والتمييز؛ مما يؤخر التشخيص المبكر والعلاج، وهذا بحد ذاته يزيد من فرص انتشار الفيروس بالمجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك