مجهزة بتقنيات حديثة وفكرتها مستوحاة من دار الأوبرا

نافورة الأقواس.. إضافة فنية وواجهة جمالية في مسقط

...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

في إطار جهود بلدية مسقط الرامية لتطوير المنطقة المحيطة بدار الأوبرا السلطانية، والتي اشتملت على تحسين منظومة الطرق المؤدية إلى دار الأوبرا، ورفع كفاءتها المرورية وزراعتها وتجميلها؛ لتتواكب مع المستوى الحضري الرفيع الذي تمثله دار الأوبرا السلطانية، انتهت البلدية من تنفيذ مشروع نافورة الأقواس والحديقة المحيطة بها.

المشروع يتميز بطابع عصري، وسط موقع حيوي بمحاذاة شارع السلطان قابوس الرئيسي ودار الأوبرا السلطانية في منطقة الصاروج؛ حيث يضفي منظر الأقواس وانسيابية المياه وهندسة الحديقة مشاهد متجانسة ذات إطلالة بهية لمرتادي الطريق ومرتادي المنطقة المحيطة به أيضاً.

فكرة تصميم النافورة مستوحاة من شكل الأقواس السائد في دار الأوبرا السلطانية التي تمثل بطرازها الرفيع معلماً حضارياً بارزاً، بينما تنساب خطوط الماء لتعكس شفافية وجماليات الفن من خلال تشكيلات وترية، ويعكس المشروع بهذا التصميم دلالات عميقة للتأثيرات الجمالية لدار الأوبرا السلطانية على محيطها الحضري، والاجتماعي والثقافي، حيث تحتضن أقواس النافورة الانسياب الشفاف لخطوط الماء بتشكيلاته الوترية، وما تمثله من قيمة فنية بصرية، بينما تضفي عليها الإضاءة ليلاً جاذبية من خلال التشكيلات المتجانسة التي تحدثها تشكيلات الماء بين الظل والنور، وبتناغم متفاوت خلال ساعات النهار والليل.

تم تصنيع مجسم نافورة الأقواس من الحديد المعالج والمقاوم للصدأ المعروف بـ(duplex) شديد الصلابة، ويبلغ ارتفاع المجسم 12 متراً، ووزنه يقارب 15 طناً، كما يتميز النظام المائي المشغل للنافورة بأنه أوتوماتيكي مبرمج بأنظمة حاسوبية على مدار الأسبوع؛ وذلك بدءًا من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة 12 من منتصف الليل.

كما روعي في تصميم النافورة معايير الاستدامة، وترشيد استهلاك المياه، وقد تم تزويدها بأنظمة حديثة تراعي فيها كميات المياه المستخدمة؛ بحيث تتوقف الفوهات المائية المزودة بالماء لحوض النافورة تلقائياً فور اكتمال الكمية المطلوبة، وتتم إعادة تشغيلها أوتوماتيكياً في حال النقصان؛ والذي قد ينتج عن التبخر أو أية عوامل أخرى. كما يتم إعادة فلترة الماء وضخه مرة أخرى إلى حوض النافورة لضمان نقاء الماء واستمرارية تشغيل النافورة، إضافة إلى التحكم الكامل بالنافورة من خلال غرفة المضخات، والتي تضم جميع المضخات وكافة التوصيلات الإلكتروميكانيكية، حيث يرتبط نظام تشغيل النافورة بأنظمة الإنترنت لمتابعة وضعها التشغيلي.

وتتناغم حركات المياه داخل النافورة مع هيكلها المقوس في تراتبية مريحة لعين الزائر والمشاهد لها؛ حيث تمت برمجتها على تواقيت مختلفة تتناسب والفترات الصباحية والمسائية والليلية. وتنقسم الحركات المائية خلال فترة عمل النافورة بأربعة حركات؛ هي: الأشكال المقوسة المشابهة لأوراق النخيل، وحركة تقترب من شكل تدفق مياه الأمطار، وحركة الفوهة الرئيسية الانسيابية، وتجانس وتشغيل جميع الحركات بآن واحد.

من جانب آخر، كان عنصر الإضاءة من العناصر المهمة التي تمت مراعاة تواجده في تصميم النافورة بشكل مدروس وأنيق؛ بحيث يجسد انعكاسات وجاذبة للمناظر المجاورة للنافورة. وتعمل الإنارات والتأثيرات الضوئية لمجسم النافورة بأنظمة أوتوماتيكية مبرمجة تبعاً لتواقيت الغروب والشروق؛ بحيث تبدأ الإضاءة في الخفوت تدريجيا مع تدرج طلوع النهار وعكس ذلك ليلا، وقد تم اختيار أجود أنواع الإنارة لضمان استمرارية تشغيلها، كما تم برمجة إضاءة النافورة لتضيء بألوان علم السلطنة (الأبيض والأخضر والأحمر)؛ وذلك تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ47 المجيد.

يُذكر أن بلدية مسقط قامت بالتعاقد مع شركة عالمية متخصصة لتصميم، وتنفيذ المشروع، وذلك من خلال فريق عمل متخصص من مهندسي التصميم والهياكل. كما تزامن تنفيذ مشروع نافورة الأقواس مع تنفيذ أعمال التشجير والتجميل بمحيط موقع النافورة؛ بهدف تحقيق تكاملية فنية وجمالية في هندسة المساحة العامة التي تقع بها النافورة، وإضفاء ميزة الحداثة والتطوير والجمال لتتناسب في أشكالها الهندسية المتجانسة مع تشكيلة الأقواس.

تعليق عبر الفيس بوك