محطات رياضية

 

حسين الغافري

 

(1)

كانت كل أمنياتنا أن يُحالف الحظ ممثل العرب في دوري أبطال آسيا هذه المرة ونبتسم جميعاً بظفر اللقب الصعب الذي انحاز للنادي الياباني وتركنا نحلم بموسم جديد. آسيا تمنّعت على الهلال مرة أخرى بعد الموسم قبل الماضي عندما عاندهم في النهائي أمام ويستيرن سيدني.

هي كرة قدم، وقد حاول الهلال في أكثر من مناسبة ولكن جانبه التوفيق في أن يظفر بنتيجة إيجابية تضمن له اللقب. عموماً ما زلت أرى بأنّ الهلال سيعود أقوى وسيكرر وصوله إلى النهائي قريباً و"الثالثة ثابتة" بإذن الله.

(2)

هدأت الضجة الواسعة جراء خروج إيطاليا من الباب الضيق وعدم تأهلها إلى النهائيات بعد ستين عاماً من المشاركة المتواصلة. الخروج مرّ على كرة القدم أجمع وليس الطليان وحدهم. فبطل العالم أربع مرات لم يشفع له تاريخه وألقابه في صناعة فارق أمام السويد وعلى ملعبهم. إيطاليا لم توفق في التصفيات برمتها ولم تقدم صورة طيبة تستحق أن تتواجد في النهائيات. أيضاً الحسرة لم تكن إيطالية فحسب. خروج هولندا المنتخب الممتع صاحب الصولات والجولات والذي قدم نجوما عالمية يمر بمرحلة من التراجع والخمول. هولندا تراجعت حسب رأيي نظير تراجع قوة المنافسة في البطولة المحلية. لم تعد كبار أندية هولندا تقدم نتائج أو لاعبين كبارا أوروبياً حتى أن حضورهم في البطولة الأوروبية بدأ يتضاءل. فينورد على سبيل المثال هذا الموسم خرج مبكراً من دور المجموعات بعد هزائمه المتواصلة! ولا توقعات بعودة الطواحين قريباً بكل أسف. أضف إلى ذلك خروج تشيلي بطلة أمريكا الجنوبية في آخر مناسبتين. كذلك خروج المنتخب الأمريكي!!

 

(3)

أكثر ما يلفت الانتباه في كرة القدم الاحترافية "بشكلها الحقيقي" والتي نشاهدها في كُبرى دوريات العالم -خصوصاً في القارة العجوز- هو استمرارية اللاعب إلى سن ما بعد الثلاثين، ولعل هذا السن نراه الأكثر تميّزاً ونضجاً عند كثير من النجوم. نماذج كثيرة لازلت تقدم العطاء الكبير أمثال الحارس المخضرم الإيطالي بوفون يقترب من سن الأربعين وهو في أوج عطائه.. النجم البرتغالي رونالدو يقترب من الثالثة والثلاثين، نجم الأرجنتين وبرشلونة ليونيل ميسي تجاوز سن الثلاثين وقد جدد عقده منذ أيام مع برشلونة إلى عام 2021.. والقائمة تطول، فما السر عند هؤلاء ولماذا لا نشاهد لاعبينا بذات القدرة؟! الجواب يكمن في تطبيق الاحتراف الثقافي بشكل الصحيح. الانضباط في الجدول الغذائي، وقضاء أوقات الإجازات، وفي التصاريح الصحفية، والمحافظة على اللياقة البدنية بعد نهاية الموسم. كُلها تراكمات أوجدت القدرة في مواصلة المشوار الرياضي. الاحتراف الحقيقي قبل أن يكون في المنشآت والتفرغ التام للمهنة هو بحاجة إلى غرس ثقافي في كيفية الاستمرار بقمة المستوى. صحيح أنّ هناك استثناءات كثيرة حتى في أوروبا نفسها أمثال ما يتداول عن الإنجليزي روني والساحر البرازيلي رونالدينهو سابقاً وخروجهم كنماذج خفت بريقها بصورة سيئة، إلا أننا بحاجة إلى أن يستوعب اللاعب العربي أنه حتى يبقى في أوج عطائه هو بحاجة إلى بناء عقلية محترفة قبل كل شيء.