المجمعات الرياضية..الحجر قبل البشر

 

أحمد السلماني

مَعلمٌ حضاري كبير وضخم ذلك الذي يبرز لسالكي طريق الرستاق وبقية ولايات ومحافظات السلطنة ذهابًا وإيابًا، مشهد يومي يطالعنا ويشد انتباه كل من يسلك ذلك الدرب، فلا تملك إلا الإعجاب بالمجمع الشبابي الرياضي بالرستاق من حيث الفخامة وهو يحتل تلك المساحة الهائلة من الهكتارات ليعلن صراحة عن أنَّ الشباب هم في صلب أولويات السلطنة الحديثة، شخصيا وأعتقد جازما أنّه مثار إعجاب وسعادة الكثيرين بلا شك لما يضمه في جنباته من مرافق رياضية متعددة وبغض النظر عن من ينتقد النمط التقليدي في تشييده ولكنه صار اليوم واقعاً نراه جميلا.

ونحمد الله سبحانه وتعالى أن من أشباهه ما ينتشر في كافة ربوع السلطنة الغالية لأنَّ السلطنة كانت ولا تزال تؤمن بأن الشباب هم عماد أي أمة تريد أن تبز وتزاحم باقي الأمم والدول، ولا أدري إن كانت المؤسسات المعنية بقطاعات الشباب تدرك المهمة السامية المناطة بها وأهمية دورها الحقيقي في القفز بقدراتهم وطاقاتهم وتوجيهها التوجيه الأمثل.

لذا فما جدوى أن تنتشر مثل هذه المجمعات بمرافقها المتعددة إن لم تدار من قبل كوادر متخصصة سواء أكانت إدارية أم فنية تدرك أهمية ما تقوم به من دور أساسي في توجيه طاقات الشباب وقدراتهم وتضمن تفوقهم رياضيا في التظاهرات الرياضية الإقليمية والقارية وحتى الدولية.

بنية رياضية تحتية هائلة لا تمتلكها كثير من دول وقف رياضيوها على منصات التتويج، في حين تصنف بلادي ضمن تلك التي لم تحقق أي ميدالية أولمبية، معادلة ظالمة وغير موزونة سببها تضارب المسؤوليات والترهل الإداري وعقم التفكير ونمطية القائمين على المؤسسات الرياضية ومنشآتها.

 وهنا أسوق لكم فكرة حدثتني بها شخصية في يوم ما كانت نشطة رياضيا ولكن لم يتسن لها أن تجد هكذا منشآت رياضية لتأخذ بيدها كما هو الحال اليوم، الفكرة تقوم على أنه وبما أن الأكاديمية الرياضية لم تجد النور ولا نرى لها أفقًا قريبًا فلم لا تتحول هذه المجمعات الرياضية إلى حاضنة للأكاديميات سواء المحلية أو حتى استقطاب المتخصصة دولياً ضمن إطار منظم لها ليستفيد منها الجميع، أو أن تقوم أندية المحافظة التي يتبع لها ذلك المجمع الرياضي بالاستثمار وتبني أكاديميات أو مدارس متخصصة بكفاءات تحمل مؤهلات وتاريخا رياضيا جيدا للاستفادة من المرافق الرياضية المتنوعة بالمجمع لتخريج وتبني المواهب والأفواج الرياضية المدربة والمؤهلة في كافة الرياضات، كل هذه المخرجات تستثمر فيها الأندية لصالحها عندما تعود لها هذه المواهب على شكل لاعبين قد تم تأسيسهم بأسلوب علمي وأكاديمي سليم لتلتقي في منافسات محلية على مستوى السلطنة في الصيف ومنها تستخلص المواهب لتكون نواة للمنتخبات الوطنية ، بدلا من البرامج الموسمية التي تطلقها الوزارة وتزاحم بها الاتحادات واللجان في تضارب للمسؤوليات ولا طائل منها سوى سد الذرائع وملء فراغ أوقات الشباب، فكرة مثل هذه لو تمت بلورتها وتبنيها مؤكد أننا سنزاحم على منصات التتويج، أفلا تتدبرون!!