وطني الذي أعشقه

حمود الحاتمي

لا أعرف الشعوب التي تعيش في كوكبنا كيف تعشق أوطانها، لكني أعرف نفسي أنَّني مُتيم بوطن عشت على أرضه، وأظلتني سماؤه، وتنفست هواءه، تتراءى بين ناظري جباله وشطآنه، ولا تغيب عن خلدي سهوله وصحاريه، وطن أعيش فيه بشموخ وعزة كجبل شمس الذي شهد ميلادي وانطلاقتي إلى الحياة.. فما أجمل الصُّدف أن يتزامن يوم ميلادي مع فجر النهضة المباركة التى قادها مولانا حضرة صاحب السلطان قابوس بن سعيد المعظم -يحفظه الله ويرعاه- خرجت إلى الدنيا وصحف التاريخ تخاطبني: تعال، استقي من أخباري عن وطنك قبل أن تشق طريقك في الحياة، وأخذ التاريخ يخبرني عن تاريخ وطني كيف بنى علاقاته مع الأمم الأخرى، وكيف أسهم في الحضارة الإنسانية من علم وقيم وتجارة..إلخ.

أخبرني التاريخ أن العمانيين أسهموا في نشر الإسلام بأخلاقهم، وأن عمان دولة قيم ومبادئ تخاطب العالم بقيمها ومبادئها.

يوم الثامن عشر من نوفمبر ينتظره العمانيون بفارغ الصبر، لا لأنه يشكل حدثا سعيدا فحسب، وإنما هو تجديد الانطلاقة نحوالمستقبل بكل ثقة وثبات. وما أجمل هذه الانطلاقة التي لا تتوقف، وتسخر كل الطاقات من أجل أن تستمر، ولعل انهيار أسعار النفط شاهدٌ على متانة وثبات هذه النهضة، وقد استطاعت عُمان أن تستوعب هذه التحديات، وواصلت المسيرة، وكل يوم نسمع عن لبنة هنا ولبنة هناك، وآخرها البشرى بمستشفيات جديدة وبكفاءة عالية في الباطنة ومسندم وظفار.

عشق الوطن يرتسم في محيا الصغار قبل الكبار، والتعبير عنه يتم بأشكال مختلفة من رسم على الوجوه، ولبس ملابس زاهية بعلم السلطنة، وأناشيد وطنية، والخروج في مسيرات فرح.

تابعنا هذه الأيام عبر منصات التواصل الاجتماعي فعاليات وطنية تُقيمها مدارس السلطنة الخاصة والحكومية، تحمل الحب الكبير لهذا الوطن الكبير وقائده الكبير مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -يحفظه الله ويرعاه.

يوم السبت الثامن عشر من نوفمبر.. كان مساءً استثنائيا في أحداث الوطن الخالدة والشعب ينتظرون الإطلالة البهية والهمة العالية لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وهو يرعى العرض العسكري بميدان المهام الخاصة بمنطقة الخوض بولاية السيب، وقد استبشروا خيرًا بإطلالة جلالته -أعزه الله وأبقاه- واستمدوا العزم والهمة من هيبة جلالته، وهو يقف بشموخ وعزة، يحيي طابور العرض العسكري، ويبادلهم التحية العسكرية.

يا له من مشهد مهيب أن تتسمَّر الأسر خلف شاشات التلفاز وهي تنتظر إطلالة مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله- فمنهم كبير السن الذي لم يسعفه النظر وكان لصيقا لشاشة التلفاز، والصغير يقلد أداء التحية ويحلم باليوم الذي يكون في ذلك المكان.

أيُّ حب يسكن قلوب العُمانيين سوى حب الوطن وقائده، وأيُّ عشق يتملك قلوبهم سوى عمان وقابوس!!

في العيد الوطني.. يتوحد العمانيون في التعبير عن ولائهم لعمان وقائدهم السلطان قابوس، الذي ربى فيهم حب الوطن، وغرس فيهم الإخلاص والجد والعمل، وكان القدوة في ذلك.

كانت مشاعر العمانيين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة تفيض حبًّا وعشقًا لوطنٍ أحبَّ الجميع ومد يد السلام للجميع.

أجد نفسي مع الجموع، أدعو الله أن يحفظ عُمان، ويحفها بالخير العميم، ولقائدها المفدى أن يدثره ثوب العافية والصحة، ويمد في عمره أزمنة عديدة.

بَنِي وطني، هنئتم برؤية حبيب الشعب، ورزقتم مشاعر الحب الذي يغدقها عليكم مع كل مناسبة. وأبد الدهر أبقى عُمانيًّا مخلصاَ لوطني وسلطاني.

alhatmihumood72@gmail.com