ليس حُزنًا وهوامش أخرى

وفاء سالم – سلطنة عُمان

 

هذا ليس حزنًا
لكني أشعر بكتفِ قلبي يزداد ثقلًا
وبروحي تتمزّق
وكأن الله علق على جسدي مسامير كُلَّمَا صدأت مزقت ما حولها...
.......!!
هذا ليس حزنًا
ولكني حزينة؛ كحزنِ نوح على ابنه
ويعقوب على يوسف
وكأني وضعتُ صغاري في وادٍ
لَيْس ذي زرع..
.......!!
هذا ليس حزنًا
ولكن أمي ما عادت تطيق صراحتي
ولا تتقبل منّي رأيًا، أو كلمة
وكأن العالم طلب منها أَن تقطع بعضًا منها
أن تقطعني..
.......!!
هذا ليس حزنًا
ولكني أختنق
والعالم من حولي يحترق
وكأن نيرون عاد ليحرق الأرض وروما
غضبًا لا حبًّا..
.......!!
هذا ليس حزنًا
هذا خراب
مد ذراعيه فاحتوى كل شيء
ولم يبقَ لنا شيء..
.......!!
هذا ليس حزناً
ولكني حزينة

(٢)
عيناك فاكهة ولوز
وقهوة في فنجان أُمي
.......!!
عيناك هالٌ وزعفران
وقمحٌ  في كفَّ جدي
.......!!
عيناكِ موج لا يخون
وقبلة عاشق مهموم ..

(٣)
حُبلى بك
بأسرارك
أوجاعك
حُبلى بأفراحك المنتظرة
حُبلى بك ويجهضُني "غيابك

(4)
خطواتي البطيئة
باب قلبي الموصد
نافذتي المستطيلة
وهذا الليل  المجهد
ببابه المفضي إلى السواد
كما لو أَن لا ضوء مر هنا
وأن الليل سيبقى أبديًا
والغد لا مكان له هنا
بدون وجع مدرج
بدون صوت يسمع
بدون هذا الصراخ المدوي
بدون حتى لهاث الخطوات الراكضة

(5)
الجوع ، الحر، الموت
أخذت مكانا في قلبِ كل شيء
ونحن نمشي ببطء
ندوس عليها بلطف
وكأنها عشب جف جذره عطشًا
كأننا مغرمين بالـ"موتى"..
ننتصر لهذا الخوف
ولهذا الليل المعتم..

(6)
ربَّما
سأهذي هنا
وستسمعني هذه المرة
سأتعفن ببطء وسترقب تعفني
وسأصدر صريرًا يشبه
صرير باب صديء
وستبقى تنظر إليّ
وأنا أهبط
وأدوي مع عفني

تعليق عبر الفيس بوك