تحمل جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لحماية البيئة للعام 2017، أهمية بالغة على مُستويات عدة؛ الأول: أنها جائزة دولية تحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أيده الله. والثانية: موضوعها "حماية البيئة"، وهي القضية الأبرز في القرن الحادي والعشرين، والتي تحتل أهمية قصوى لدى العديد من المنظمات الدولية. والمستوى الثالث: أن الجائزة يتم تقديمها عبر منبر اليونسكو، وتحظى باهتمام دولي واسع، فضلا عن أن الجائزة تتواصل في دورتها الرابعة عشرة.

وفاز بالجائزة مجلس الحدائق الوطنية بسنغافورة؛ لالتزامه وعمله الدؤوب لدعم الحفاظ على البيئة، وترمي هذه الجائزة إلى تكريم المؤسسات أو المنظمات التي تولي العناية بقضايا البيئة، أو تسهم في حمايتها من مختلف المخاطر، لاسيما في الوقت الراهن الذي يشهد في كوكبنا العديد من التحديات البيئة بسبب عوامل متنوعة؛ منها: التغير المناخي وتأثيراته على النبات والتربة ومستوى البحار ودرجة حرارة الأرض، والكثير من العوامل المناخية، كما أن الثورة الصناعية وما أحدثته من تحولات جذرية في آلية التعامل مع البيئة تسببت في إلحاق الضرر بالمسطحات الخضراء؛ مما أدى لتقلصها وزيادة معدلات التصحر. كما تضرر التنوع الأحيائي؛ سواء على سطح الأرض أو في البحر.

ولقد أولى جلالة السلطان المعظم عناية كاملة بالقطاع البيئي منذ فجر النهضة المباركة، ولا أدل على ذلك من إنشاء وزارة متخصصة في شؤون البيئة، وكذلك مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني، وأيضا تعدد المحميات الطبيعية في بلادنا، وجهود مختلف مؤسسات الدولة في حفظ البيئة وصون التنوع الأحيائي؛ لذلك كان التوجه السامي لإطلاق جائزة دولية تمنح لمختلف الجهود الداعمة لحماية البيئة.

وتؤكد السلطنة دائما حرصها في الحفاظ على التنوع البيولوجي على هذا الكوكب، وهو ما تمت ترجمته بإطلاق الإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة في ثمانينيات القرن الماضي؛ مما يؤكد قصب السبق للسلطنة بين دول المنطقة، علاوة على تعاون السلطنة مع منظمة اليونسكو لإنشاء المركز الوطني للإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة، وافتتاحه في 2015.

... إن مهمة الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة، وخيرا فعلت السلطنة أن أولت اهتماما مبكرا بها، وعكفت على صونها وحمايتها من الأضرار بمختلف صنوفها؛ لذا فإن كل إنسان على وجه البسيطة يتحمل جزءا من هذه المهمة الإنسانية السامية، حتى يبقى كوكبنا قابلا للعيش والحياة عليه دون مخاطر.