نَدىٰ محمد الخابوري اللواتي
تَــزْدانُ حــاؤكَ فــي وجـــهِ المَجَـــرَّاتِ
ما دونها ظِـــلُّ أَفْنـــانِ الخيــالاتِ
الحـــاءُ تَعْتَصِــرُ الأزهــارَ، تَمْلَــؤُهـــا
ذِكْــرًا لِتُمطــرَ ألـوانَ الصباحاتِ
الحـــاءُ مِئـذنــــةُ المعــــراجِ طينَتُـــها
مَعجونـــةٌ باشتيـــــاقٍ للسمــاواتِ
لَمَّـــا تجلَّيـــتَ فـــي آيِ انتـفـاضَــتِها
بالحــبِّ تنســـجُ أوراقًـــا لِجَنًّــاتِ
كي يَخْصِفَ القلبُ منها سـاترًا وسنا
فدوحــةُ الخــلدِ والأهـواءِ في ذاتي
أَمْعَنْتَ حـَدَّ الهَـوى في رسمِ نورسةٍ
مِن أحــرفٍ مِن تسابيـحِ النُّجَيمـاتِ
الصــدرُ وردةُ نُــورٍ والفـؤادُ غَـــدا
يستقبــلُ الأبــدَ اللُّجِّـــيِّ في الآتــي
والكـفُّ مـذ رَفَعَتْ ذاك الرحيقَ إلى
مرسى الوَلا جَدَّلّتْ رُوحَ السماواتِ
والصوتُ مرآةُ تبرٍ تعكسُ الطهرَ في
شـريانِ دهـرٍ تهادى في المَجــرَّاتِ
والأبيضُ الغَضُّ مذ ناغاكَ قد رُوِيَتْ
بِالـدُّرِّ أعمـــاقُهُ حـتى المســـامــاتِ
لكنـه مـــذ جرى نهــرُ الورودِ بَـــدا
حــزنٌ بــهِ من تفاصــيلِ الحكايـاتِ
من أبجدياتِ أطيـــافِ الكســـاءِ إلى
فصلٍ غَــدا ســـدرةً في المُنتـهاءاتِ
فانساب قُربَ السنا والرزءُ مُفْتَرِشٌ
ذاك الجنـــاحَ المــدَمَّى في المسافاتِ
يَرثيكَ مِلءَ المدى يا سورةً تُلِيَتْ
في كــربلاءَ فأنت الضــوءُ في الآتي
أنت العبيرُ وصوتُ الشوقِ يرشفُهُ
كالشهـــدِ يســـتافُ أطيــــافَ النبواتِ
بل أنت ماءٌ يضخ اللونَ في دَمِنا
حتى تَقَمَّـــصَ وجـــهًا للوُرَيْـــــــداتِ
