"ميلان" الوجه الشاحب

 

حسين الغافري

غريب ما يحدث لميلان الإيطالي مُنذ انطلاق الموسم. فعلاً الأمر مُحيّر في كيفية ظهوره بالدوري والبطولة الأوروبية. فمع مرور 11 جولة حتى الآن، لم يظهر الفريق مثلما تمنت الإدارة والمشجعين. الفريق يسير بخطوات ضعيفة لا تعكس المشروع الطموح الذي رُسم له أن يكون بأزهى صورة. ميلان فاز بخمس مباريات وخسر مثلها، وسجل 16 هدفاً وتلقى نفس الكم في شباكه. أرقام ضعيفة إذا ما قارنا الطموحات الكبيرة التي تمناها المشجعون عبر العالم. الفريق يفتقد لكثير من عوامل النجاح حتى اللحظة، منها مثلما قال قائد الفريق المنتقل من يوفنتوس الإيطالي بانوتشي بأنّ الفريق يفتقد للشخصية!

الملفت أن الخسائر موجعة جداً وأتت من القوى الكبرى في البطولة. خسر من يوفنتوس وجاره انتره وسمبدوريا وروما ولاتسيو. لم يظهر الفريق في جميع لقاءاته بصورة تشعر من خلالها بأن التوفيق جانبه ولم يوفق سوى في مباراة الديربي أمام إنتر عندما سقط بطريقة موجعة بهدف قاتل في آخر اللحظات. تلك هي الحالة الوحيدة أدركت فيها بأن ميلان بذل جهدا وسعى من أجل الفوز ولكن شاءت الأقدار أن يخسر! عدا ذلك لم يقدم صورة طيبة في لقائه أمام السيدة العجوز، ولا البقية. ولعل كثرة الهزائم ونوعها أوجدت حالة من التخبط في الفريق تحت قيادة مونتيلا. سوء النتائج في بداية المشوار مع مجموعة جديدة تسعى للتجانس وإيجاد طريقة لعب واضحة ساهمت في الحالة الضبابية التي يعيشها الفريق في وقته الحاضر. دعونا نقول بعبارة أخرى أن الفريق من سوء حظه أن جدول الترتيب لم يمنحه فرصة للتدرّج في رفع الرتم والنسق المتصاعد، وإنما بنهاية الجولة الحادية عشرة اصطدم بأندية تنافسية لها ثقلها الكبير! حالة التوهان لم تترك أثرها محلياً فحسب وإنما تواصلت أوروبياً، آخرها فشل من الخروج بنتيجة إيجابية في لقائه ذهابا وإياباً أمام أيك أثينا اليوناني رغم أنه يتصدر المجموعة؛ ولكن طريقة أداء الفريق لا تعكس الإمكانيات الكبيرة التي يملكها!

الوضع السلبي الذي يعيشه الفريق يجعل الإدارة تفكر في أقصر الحلول وأسهلها في عالم الكرة (رأس المدرب)، فمن المستحيل التضحية بما يزيد عن مائتي مليون أنفقت في عملية الإحلال التي قام بها ميلان. نقول بأن الضحية القادمة والمرتبة مؤكد بأنه مونتيلا.. الحل في إعادة ترتيب الأوراق قبل التفكير بحل آخر في الوقت الراهن.. منها إعادة تهيئة الأجواء المتضاربة في الفريق وبث روح الأمل والتنافسية مرةً أخرى. الضغوط التي تعيشها الإدارة الحالية من الجماهير والصحافة تشير إلى هذا التدخل الهام في إقالة المدرب بالرغم من أن الأقوال والوعود المستمرة طرحت أن مستقبل المدرب بمكانه والمشروع الذي يسير عليه ميلان محسوب على المدى البعيد.. فهل ميلان مقبل على مرحلة تغيير مدرب (وهو المنتظر برأي) وإعادة بناء الخطط من الصفحة الأولى، أم أنّ المشروع لازال قائماً والثقة بالمدرب مستمرة! الأيام وحدها من ستجيب.