ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ولي وطن مضاء

مفيدة بلحودي – القيروان - تونس

 

النص الحرام (1)
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ
.. ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺃﺭﻛﺾ ﻣﺜﻞ ﻧﻮﺭﺱ..
ﻳﺘﻌﺜﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺝ
ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻨﻚ
ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮَّ ﺍﻟﻤﺎء.. ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ
ﻛﻨﺖَ ﺧﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺗﺴﻜﻨﻚ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺗﺴﻌﺪﻧﻲ ﺃﺷﻮاقك... ﻭﻫﻲ ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ
ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲّ
ﺃﺭﺑﻜﻪ ﻧﺒﻴﺬ ﺍﻟﻠﺤﻦ...
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻤﻌﻬﺎ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ.. ﺑﺨﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻞ
ﺍﺳﺤﺐ ﺃﺣﺰﺍﻧﻚ
ﻭﺍﺻﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء
 ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻷﻗﺼﻰ
 ﻭﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
 ﺧﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ.. ﻣﻦ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ
ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻨﺎ
ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻤﺎﻕ
ﻭﺃﻋﺸﺎﺏ
ﻭﻣﺌﺬﻧﺔ
ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﺎء
... ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ
 ﻧﺤﻮ أﻗﻤﺎﺭﻙ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﺨﻠﻬﺎ
 ﺛﻢ ﺗﺘﺒﻌﻨﻲ
ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻲ ﻣﻄﺄﻃﺄﺓ
ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻔﺎﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺘﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺸﺠﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺟﻨﺘﺎﻥ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﻴﻦ ﺗﻄﻞ ﻣﻨﻚ
ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺷﺎﻫﻘﺔ
ﺗﻌﺒﺮ ﺳﻮﺍﺣﻠﻚ
ﻳﺎ ﺑﺤﺮ ﻗﻞ ﻟﻲ:
ﻫﻞ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺻﻨﺔ
 ﻭﺳﻔﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻲ
ﻭﺻﺤﺮﺍﺋﻲ
ﻭﻭﻃﻨﻲ..؟
ﻗﻞ ﻟﻲ: ﺃﻳﻦ ﺍﺧﺘبأﻭﺍ؟
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺗﺴﻜﻨﻨﻲ
ﺣﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﺪﺏ
.. ﻭﺍﻟﻬﺪﺏ
********
لي وطن مضاء (2)

كعادتي لا أتوسل
الليل
وابتسامات الخواء
هشَّ هذا الضوء الجاف
المنسدل على وجوههن
 مثل جرح لم ينته
عارية أدعيتهن الهجينة
كعتمة مُلوحتِهن
قرب الأغاني
والفرح المضاعف
أجلس تحت شجرة زيتون
مخضرة العصافير
والقمر المكلّل بالحضور
عاليا
وقرب السماء
ألوح بيدي للورد الممتد بالضوء
والأمطار
لي فيه وطن مضاء
يسير أول الموكب
يبسط أحلامه للشمس
دون انقطاع
على سطح الزيف
غبار عابر على وجوههن
يغلق دونهن غيمة حلقت
أول النهر
وقهقهات ضخمة
تمد يديها نحو فناجين الشاي
تحتسي غباءها
في فراغات الريح

تعليق عبر الفيس بوك