"وعد بلفور".. فيلم عن حكاية احتلال فلسطين من بدايتها

...
...
...
...
...
...

لندن - العمانية

تمثل الوثائق مصدرًا مهمًّا ورئيسيًّا في بناء الرواية التاريخية؛ لأنها تمثل مؤسسات رسمية وأهلية، وبعضها يحمل أختامًا رسمية، علاوةً على المذكرات ومحاضر الاجتماعات وسواها من وثائق يمكن الاستناد إليها خلال رحلة البحث في أيِّ قضية تاريخية، كما حدث في فيلم "وعد بلفور"، الذي قصَّ حكاية احتلال فلسطين من بدايتها، عبر تتبع صناعة الوعد الذي بدأ بتصريحٍ بسيطٍ لوزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر بلفور، وتطور لاحقًا في مسوّدات عدة انتهت بصيغة الإعلان المشؤوم المعروف عالميًّا.

يعيد الفيلم بناء بعض الأحداث لقصة صدور "وعد بلفور" في مشاهد درامية، من إخراج البريطاني ريك بلات، انطلاقًا من وثائق الأرشيف، وشهادات المؤرخين، ليشكل بذلك معادلًا بصريًا يحاكي تلك الفترة التاريخية، وما شهدته من تحركات سياسية قادت إلى احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني.

فبعد رحلةِ تصويرٍ شملت ستّ دول -هي: بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والأردن وفلسطين- أنتجت شركة "نون فيلمز" ومقرها لندن، فيلما وثائقيًا يتناول "وعد بلفور"، برؤيةٍ تقوم على سرد الحكاية في ذكرى مائة عام على صدور للوعد، استنادًا لوثائق الأرشيفَين البريطاني والأسكتلندي، ومراسلات نادرة بين الحكومة البريطانية وشخصيات صهيونية، وكذلك تفريغ وقائع أهم الاجتماعات التي قادت للإعلان المعروف بـ"وعد بلفور"، ومنها اجتماعات حكومية رسمية وأخرى غير رسمية.

وقال منتج الفيلم محمد الصعيدي: إن كتابة المشاهد الدرامية استندت إلى ما جمعه فريق العمل من مكتبات الوثائق البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، وتم الحرص على أن تعكس الدراما في الفيلم ما جرى بالاجتماعات واللقاءات، بناءً على ما جاء في محاضرها، واستنادًا للوثائق.

وأضاف الصعيدي قائلًا: قررنا الحديث مع المؤرخين الذي قلَّبوا الوثائق والمحاضر بأنفسهم، لا التوقف عند الذين تبنّوا رواية جاهزة للأحداث دون التدقيق فيها، وراعينا أن يكون المؤرخون الضيوف من دول لها علاقة بالحدث التاريخي، ليقدموا وجهة نظر الدولة عندما اتخذت قراراتها في ذلك الوقت، فهم أقرب من سواهم إلى الاعتبارات السياسية التي سادت في تلك الفترة.

من جهته، قال مخرج الفيلم محمد سلامة: إن قصة الفيلم رُويت من خلال "أصدق الطرق"، أي بالاعتماد على الوثائق صحيحة الثبوت والارتباط بالحدث، ثم تحليل المادة بشكل علمي ومنطقي، وصولًا لرسم صورة واضحة المعالم للظروف التي مهدت الطريق للحدث التاريخي، ومن ثم نتائجه وما ترتب عليه. وأضاف بأن فيلم "وعد بلفور" اعتمد في معالجته الفنية على محاكاة العصر الذي وقعت فيه الأحداث بعد الغوص في الوثائق وتحليلها وفهم طبيعة الظرف التاريخي الذي تم فيه توقيع وعد بلفور (الحرب العالمية الأولى)، وهذا ما أعطى فريقَ العمل ميزة التجديد في طرح هذا الموضوع الذي طُرق بكثرة في الأفلام الوثائقية العربية.

تعليق عبر الفيس بوك