عَذْراءُ الْغَزَالةِ..

...
...
...

مصطفى حمودة.. ليبيا


يا عَذْراء الْغَزَالةِ..
إِنْسِيَّةٌ حَقا ً..
وَلَسْتِ كَمَا قُلْتُ ذِئْبَة ً
تَخْتَبِئيْنَ فِيْ جَسَدِ امْرَأة..
تُدَاعِبِيْنَ غَزَالَكِ شَغَفاً بِهِ
وليسَ ليطمئن لكِ
فتطمأِنَّ شهْوة الْجُوعِ فيكِ..

اتُهمْتُكِ بالعُريِّ
وَقدْ نَسِيتُ أنْ قد دُمِّر
عشُ حمامٍ يستُرُ عُرِيَّكِ..
فأسَفي لمَّا هَمَسْتُ
وتهامسوا بنهْديكِ..
ونسيتُ.. وتناسَوا أنَّهُنَّ
نبعتي بقاءٍ.. منَ الْجنَّةِ انْفجرا
لبنٍ منْ حبٍ.  
فهل رأيتمُ الحُبَّ يوماً أنهاراً تتدفقُ؟.  

ثمَّ أنَّىَّ ترى جسدكِ الأعْيُن..
وملاكا ً قد غزلَ
منْ خيُوطِ الفجرِ
رداءً لكِ وسترةً..

حمَّلتُكِ خَطَايايْ..   
ومِنْ طينِ طرابُلُسَ خَلَقَتْكِ أياد ٍ
عابِثةْ..
بأجساد ِ سادة َ الطُهْرِ
حنَّتْ لأِصْلِها
كٌفِّنتْ بِرِداء دم ٍ مَزَاجُه ُ أبْيَضُ..
وجسد الطفل الذي استُكثِرتْ
عليهِ أنفاسُهُ فبِها لمْ يهنأ..
سوى من دموع أمه وعبراتِها
الَّتي يرُد صداها.
دروبُ النَّارِ في جسَده.

فكيفَ يتَّهِمونكِ بإضْرامِ
النَّارِ في عروقِنا..
وبأنَّكِ صيَّرتيْ القَمَرَ
رَجُلًا يهبط أَنَاءَ الّليْلِ عِنْدك.
فتخَلُدينَ إلى صدره..

أنا لا أنكر أنيَّ قد
بعينيْ رأيته
يكشف عن طرفك..
إذا من قبله اخضرار ٌ
لم يكن..

صرتي تبكينَ..
فابك ِ عل َّ البُكاءَ
يطفئ لهيب حُزنكِ..
ابكي.. فَطُوْبَىَ للأيادي الَّتيْ إذَا
ما مسَحَتِ الدُمُوْعَ عن مُحَيَّاكِ
من طُهْرِ روحِكِ قدْ قدِّست.

ابكي..
فليس لك ِ كما لعذراء آية
ولد ٌ كليم ٌ ينطِق عنكِ طهركِ..

قُلْتُ يوما ً الماءُ
منْ تحتِكِ سيتفجَّرُ..
فها نحنُ نترك في مرآة عينيك
صور وجوهنا..

الطيبُ طيب ٌ
والخبيثُ خبيثٌ..
هي تلك الينابيعُ
دموعُ الشهداءِ..
يزفها البكاءُ على صمتِ مقلتيك ِ
وصمتُ شفتيكِ من الهولِ
أعظمُ..           
تزُفُّها أجسادا ً نخرتها
أطماعٌ وأحقادٌ..

فَيَامَنْ فِي الْغَدِ سَتُخْلَقيْ..
لاَ تَنْتَظِريْ مِنْ مَارْكوسْ أوْرِيْلْيُوْس أن
يُعيْدَ الروْحَ التَائِهةَ إليْكِ..
فَجِرَاحُهُ أوْكَارُ طُيُوْرٍ حَزِيْنَةْ..
يَأْبَى أَنْ يُدَاوِيْهَا ..
فَتأْبَى أنْ تُغادره..

تعليق عبر الفيس بوك