نَزلةُ حُبٍّ...

علي أزحاف – المغرب

 

في حالتي كانت نزلةُ حُبٍّ،
وتَلَفٌ بسيط في خلايا الذاكرة..
في حالتكِ كان انهيارا
في ملكات العقل وتهتُّك
في عضلة الأحاسيس العادية..
التقينا صدفةً عند باب المصحة..
كان الطبيب كما العادة غائبًا،
وكانت الممرضة كما العادة،
تلوكُ العَلَك بفمٍ إسفنجي
وتنفثُ دخانَ سيجارتها
في وجه شكاوينا الحزينة..
حاولت أن أشرح لها حالتي
حاولتِ أن تقنعيها بعذابك..
لكنها كانت مثل حُرقة
أسفل يسار المعدة
وغُصةٍ في حلق أصواتنا..
أصرّت أن تأخذ عيِّناتٍ.
من قُبلاتي على شفتيها،
وأن تقيس حرارة الحبّ
بين شرايين نبض فخذيك...
و أن تسحب قطرات
من نبيذ دمي ودمك.
ثم فتحت الباب أمامنا،
وأطلقت في أعقابنا ما تبقي
من دخان عُقب سيجارتها.
في القاعة المصبوغةِ بالأبيض،
الغارقةِ في ضوء النيون الشفاف،
مرسومةٌ بدقةٍ فوق الجدرانِ،
 قلوبا  منكسرةً حمراء،
ونهود ورديّة عجفاء
تندلق من سقف الغرفة
من صدور ملائكة عذراء
أجنحتها مصلوبة في السماء...
وكانت قصص الحب مكتئبة..
تنتظر فوفق المقاعد مرتقبة،...
وكنت أعاني  من انزلاق حادٍ
في  غضروف الشوق والحنين،
وكنت تعانين من تشنج
في الغدة العصبيّة
وكلانا كان يأمل بصبر
أن يصل  الطبيب  المنتظر،
إلى قاعة فحص أهل الضرر،
قبل أن  يزف موعد السفر..
انتظرنا زمنا في قاعة الزُمر،
وانقطع عن الطبيب الخبر،
حتى عادت الممرضة السمينة
تسبقها فرقعات كعب ثقيلة،
لتنفث بهدوء مريب
مع  مجَّة دخان السيجارة:
أن الطبيب اليوم لن يأتيَ،
وأنه مصاب بإسهال عاطفي.

تعليق عبر الفيس بوك