لقطات مختلفة

حسين الغافري

لم نتفاجأ بفوز البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة "الأفضل" مجدداً، إنّما الغريب أن يخسرها بعد موسم استثنائي قدم فيه إضافة كبيرة مع ناديه ريال مدريد، واختتم الموسم بلقبي دوري الأبطال والليغا الإسبانية. خيارات التنافس كانت محدودة للغاية، وأجزم أن الكل بات يعرفها قبل الإعلان عنها. رونالدو وميسي و"ضيف شرف" ثالث. صحيح بأنّ ميسي حقق كأس إسبانيا، ولكن سقوط الفريق في كأس السوبر حسم أمر الجائزة، والكرة الذهبية. مع ذلك لا يمكن تجاهل مستويات ميسي المذهلة وحضوره "الثقيل" مع ناديه.

ما خذل ميسي هو برشلونة والأسباب يعرفها محبو النادي الكتالوني. سوء إدارة ومشاكل صفقات سابقة، وعدم تخطيط سليم لمستقبل الفريق، ناهيك عن الفجوات المستمرة بين اللاعبين والإدارة. ولكن تبقى تنافسية ميسي عالية ونشاطه حاضر بالليغا هذا الموسم وكذلك الأبطال.. أضف إلى أنّه حسم أمر تأهل التانغو وعبر بهم إلى النهائيات رغم تخبط المنتخب أيضاً.

قلت سابقاً إنّ حسابات "الفيفا" لم تعد مفهومة بتاتاً في كيفية منح الجوائز. ولعل كثير من المتابعين فقد الثقة في الجائزة والأساسيّات القائمة في منحها. نفهم بأنّ ميسي وبأضعف حالاته يغيّر النتيجة ويرجّح الكفة واختياره في تشكيلة العام متوقعة، ولكن تواجد أنيستا كلاعب في التشكيلة أراه خيارا غير موفق. اللاعب لم يقدم تلك الإضافة مع منتخب بلاده ولا حتى ناديه! أصلاً الأفكار التي عُرِف عليها الإسباني لويس انريكي مدرب برشلونة لم يكن يعير ذلك الاهتمام لخط الوسط، ولربما اقتصر دوره على "خدمة توصيل" لا أكثر ولا أقل. نجح بموسمه الأول لانضباط الدفاع وحصانته وشراسة ثلاثي الرعب وقتها وبدأت الفكرة تظهر عيوبها مع مرور الوقت. هناك لاعبون قدموا مستويات عالية إذا ما جئنا نختار؛ نجوم خط المنتصف في موناكو وريال مدريد ويوفنتوس الوصيف كانوا محاور هامة في أنديتهم بالموسم الماضي. عموماً، الكرة الذهبية باتت تسويقية بشكل واضح جدا جداً، واستحضر تصريح النجم الإيطالي توتي عندما قال: "الفيفا تبحث عن البقرة التي تدرّ لها حليبا أكثر".

 

دعونا نستمتع بما يقدمه البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي في ملاعب كرة القدم بعيداً عن لغة التعصب وترجيح كفة أحدهما على الآخر.

محظوظ جمهور المستديرة بتواجد النجمين في هذه الفترة رغم اقترابهما من سن الاعتزال. المشكلة أنّ هناك من يضخّم نجمه ويقزّم الطرف الثاني، وهذه تبدو أسبابها مرتبطة بتنافسية برشلونة مع ريال مدريد. رأينا بأم أعيننا الود في حفل the best والضحكات التي ترصدها الكاميرات، حتى أنّ رونالدو صرّح بفخره أن ابنه يشجع ميسي؟! ما الضير في ذلك؟! أين هي المشكلة؟! لا توجد طبعاً. (السيلفي) كان حاضراً بين جل اللاعبين في نهاية الحفل وتبادل الصور. القضية أننا نتعصب في كرة القدم بطريقة غير مبررة رغم أننا لسنا طرفا في الموضوع برمته. دعونا نستمتع بميسي ورونالدو.. كرة القدم أوجدت لهذا الأمر.. كرة القدم للمتعة بالنسبة لنا كمجهور شجعنا هذا أو ذاك.