"بلا حزنٍ ولا بهجة" و"ترنيمةٌ عن الرضا"

مؤمن سمير -  مصر

 

بيتٌ وحيدٌ في صحراء
لا أشباحَ تؤنسهُ
ولا ذكريات ..
اعتادَ جفافَ حلقِهِ
وكان يبتلع رجع الحروف
ويقولُ هذا طعامي..
الرعدُ لا يخيفُ ولا يُسَلِّي
والغيماتُ مجرد حشراتٍ
تحفرُ في الرمل
ولا تخدش سكونَهُ ..
لم يجرب الحرب وروائحها
ولم يصح على قذيفةٍ
تخلع ذراعه وتحط مكانها ثدياً
أو شجرةً ..
لم يتمش مع رصاصة
تقلبُ المطرَ حوض سمك
تلهو أرواحهُ الملونة
جوار الرفات ..
لا شئ يجري حوله
ولا يمر به طريق يدور ويدور
ثم يصفو فجأة
مع ابتسامة امرأة جميلة ..
لكنه في نهاية الأمر بيتٌ راضٍ
وخفيف
بلا حزنٍ ولا بهجة
لا يشبه إلا نفسه
ويكفيه أنه هواءٌ أصيلٌ
قديمٌ وثابت
وفي نفس اللحظة
نعشً طائرٌ
على الدوام ..
***
" مساءٌ غارق"
جدولان من ضوءٍ
أحدهما أخضر قان
والثاني كأنه دم .
لم يُذَكِّراني بشئ
هذا المساء
وإنما ذَكَّرْتُهما أنا
بصيادٍ عجوز
تحطمَّت عظامه
بسلاسة
وساب خريطةً
على سطح الماء
وتلويحة يَدْ ..
الصيادُ
أو حائك الثياب الملونة
أو حتى المجنون .. لا فرق
كلهم هو
والأغاني التي عادت من ساعتها
تُمَجِّدُ القمر الأسود
والنجوم الغارقة
مركبه القديم
وابتسامته
الغامضة ...
***
"صرةٌ مختومةٌ تحتَ السماء"
كلما تتوقُ نفسي لنفسي
ألبسُ خِرقةً
وأسقي الهواءَ بشحمي
المتساقطِ ، أخرقُ سفناً وأحرُثُ
البحرَ
بين
إصبعيْكِ ...
وكلما يجتاحُني البريقُ
أركضُ هارباً
وأَفُضُّ برعشتي
الصُرَّةَ النازلةَ
فأجدُ مِسْكاً ثقيلاً
أمسَحُ بهِ
على ظلكِ
الغافي
، فيُثْمر...

تعليق عبر الفيس بوك