مع انطلاق مهرجان عمان للعلوم، تضع وزارة التربية والتعليم لبنة رئيسية في صرح التقدم المعرفي في بلادنا، والذي نأمل أن يكون سامقا، ملامسا لسماء الإبداع، ومرتكزا على أساسيات الابتكار والإنتاج العلمي.
طلابنا هم وقود المستقبل والشعلة التي تنير طريقنا نحو التقدم والرقي، وخيرا فعلت الجهات المنظمة للمهرجان، بإقامة المهرجان في مختلف محافظات السلطنة، لإتاحة الفرصة أمام طلاب المدارس والجامعات والكليات لكي يبدعوا وينطلقوا بأفكارهم الابتكارية نحو مرحلة التطبيق والتنفيذ. المهرجان ليس فقط ساحة مضيئة تبرز الأعمال المبتكرة، لكنّه منصة بالغة الأهمية تدعم وتحفز هؤلاء المبدعين، وتفتح أمامهم بابا نحو المستقبل.
لا شك أن دعم الابتكار واقتصاد المعرفة القائم على التقنيات الحديثة، من شأنه أن يدعم خطط البلاد لتحقيق التنويع الاقتصادي، من خلال توظيف ما تجود به عقول الشباب المتميز في مختلف المجالات، مرتكزين على العلوم الحديثة وآخر ما توصل إليه العلم، وتحويل ذلك إلى مشروعات خدمية توفر الجهد وتختصر المسافات، وتقلص الإنفاق.
الدول التي حققت طفرة في العلوم وانطلاقة حقيقية نحو المستقبل، استندت في أساس خططها إلى الشباب، من خلال منحهم الفرصة كي يطلقوا العنان لأفكارهم، ويفجروا طاقاتهم الإبداعية، ومن ثم إنتاج برامج وتقنيات تساعد على دفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.
لذلك فإنّ مهرجان عمان للعلوم، وبفضل شموليته لمختلف محافظات السلطنة، سيميط اللثام عن عدد من المبدعين، الذين سيطرحون أفكارهم التي يمكن أن تخدم مسيرة التنمية في البلاد.
وبالتوازي مع هذا المهرجان، ينبغي الإشارة هنا إلى أن المجتمع المدني ساهم بجهود متباينة لدعم الابتكار، من خلال عدد من الجوائز والفعاليات المشجعة لفئة المبدعين، ولعلّ في مقدمة هذه الجوائز جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، والتي تخصص فئة للابتكار ومشروعات الروبوت (الإنسان الآلي)، وكانت "الرؤية" سباقة في هذا الصدد، وربما يمكن القول إنها حفزت مختلف المؤسسات على طرح مبادرات مماثلة، وهو ما يخدم علمية البناء ومسيرة العطاء في بلادنا.
إنّ مهرجان عمان للعلوم تنتظره الكثير من الأعمال والمهام، في مقدمتها إعداد قاعدة بيانات مفصلة عن المشروعات التي سيقدمها الشباب المبتكر خلال الفعاليات، وكذلك إجراء عمليات انتخاب لأكثر المشروعات جدية وقابلية للتنفيذ، وأكثرها خدمة للوطن ومؤسساته، فضلا عن تقديم حزمة من المقترحات والإجراءات التي تسهم في تحفيز المبدعين ودعمهم ماديا ومعنويا.
