أ.د/ محمد قاسم ناصر بوحجام – الجزائر
دَخَلتُ الدّارَ مِنْ بَعْدِ الرُّجُوعِ
مِنَ السَّفرِ القَصيرِ إلَى الرُّبوعِ
فَقابَلنِي حَفيــدِي الـحَاتِمُ با
سِـمًا، مُسْتَبْشِرًا وَسْطَ الـجُمُوعِ
مِنَ الأَهْلِ الكِرامِ، تَسَابَقُوا للْـ
لِقاءِ وَهُمْ عَلَى سَـمْتٍ بَدِيـــعِ
ولَكنْ بِاعْتسافٍ مِنْ صَغيري الـ
ـمُشاكِسِ، وَهْوَ في ِصِفَة الرَّضيعِ
تَـحَدَّى كُلَّ فَرْدٍ، جَاء يٌلقِي
سَــلامًا، فَاسْتَحَالَ إلى مُطِيــــعِ
يَقـــومُ كَمَا يَكونُ الأَمْرُ مِنْهُ
حَـــذارِ بِأَنْ يَكونَ مِنَ الجَزُوعِ
تَنكّرَ لِلحُضورِ، أَدارَ ظَهْرًا
لهُمْ، لَـمْ يَعْتَرِفْ بِسِوَى الرَّجيعِ
هُوَ الجَدُّ الرّحيمُ بهِ، العَطُوفُ
وَغَيْرُهُ لَيْسَ بالشّخْصِ النَّفيعِ
فَإِنْ كَانُوا فُروعًا في الــوِدادِ
فإنّهُ فِيه - أصْلاً - في الجُذُوعِ
تَـمـَسْكنَ باكيًا وَسَقَى مُحــيَّا
هُـ مِــدْرَارًا هَتانًا مِنْ دُمــوعِ
تَأَكَدَّ أَنَّـها تَكْفِي لِكَسْبِ الـ
الجَنانِ معَ الحَــنانِ بلا نَزيعِ
بدَا بالصَّدِّ وَالدّفعِ الشّديدِ
مُقــاوِمَ كُلِّ فَـــرْدٍ في الجُموعِ
لَهُ العُذْرُ، فَلا تَقْسُوا عَلَيْهِ
فَمَنْ لِلطّفـــلِ كَالجَــــدّ الوَديعِ
يُدَاعبُـهُ، يُلاعبُـهُ، يَحنُّ
عَلَيْهِ، بـــلَا حُـــدودٍ أَوْ دفيــعِ
حَيَاةُ الطِّفْلِ حُبٌّ، مَزْحَةٌ، ضَحْــ
كــةٌ، وُمَــلاطَفَاتٌ مِنْ ضليع
وَخَفْقٌ مِنْ فُؤَادٍ رَاحمٍ، وَانْــ
ـسِيَابٌ وَابْتِـــهاجٌ في وُلُـــــوعِ
وَنَظْرةُ والِــدٍ وَاعٍ، يَبُشُّ
بِوَجْهـــهِ في انْبِسَـــاطٍ كَالرّبيعِ
بِـهَذَا يَدْرُجُ الطّفل الطّرٍيُّ
فَيَغْــــدُو في حـِمًى صَلْبٍ منِيعِ
مِنَ العُقَدِ التي تدْمِيهِ جُرْحًا
فَيَحْيَا في لَظَــــى عَــيْشٍ فَظيعٍ
فَتِلْكَ ثِــمارُ سُوءِ عنايَةِ الأَ
بِ، غَيْرِ الـمُستنير أوِ الينيــعِ
أيا إِخْوانُ لا تَتَقَاعَسُوا، بَلْ
حَذَارِ مِنَ السّقوطِ أو الوُقوعِ
ضَحَايَا في الحَيَاةِ مَعَ البَنينِ
ضلالاً عَنْ سَـــوَاءٍ بالـهُجـــوعِ
فَهَذِهِ لَفْتَةٌ، بَلْ نَفْحَةٌ مِنْ
أبٍ، آبَ مَشُـــــوقًا لِلرّبُـــوعِ
