المبادرة تستهدف استدامة عمل "الصغيرة والمتوسطة" واستيعاب الكوادر الوطنية المؤهلة

تدشين برنامج "تأسيس" لدعم رواد الأعمال في قطاع النفط والغاز.. و500 ألف ريال سقف القروض المقدمة

 

◄ العوفي: 200 عامل فقط من المسرحين بقطاع النفط لم يحصلوا على وظائف

◄ المنذري: "أوبال" نجحت بالتعاون مع "النفط والغاز" في تشغيل 5 آلاف عامل مسرح

◄ "أوبال" وصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يدشنان البرنامج

◄ حث الشباب على العزيمة في العمل وتنفيذ متطلبات الوظيفة

◄ المعولي: 75 متقدما للاستفادة من "تأسيس".. واختيار 60 بعد 3 اختبارات

◄ قيمة القرض تصل إلى 500 ألف ريال عبر "الشراكة من أجل التنمية"

 

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

احتفلت الجمعية العمانية للخدمات النفطية "أوبال"، بتدشين برنامج "تأسيس"؛ لدعم تأهيل الشباب رواد الأعمال في قطاع النفط والغاز؛ وذلك بالتعاون مع صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورعى التدشين سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، وحضر الحفل الشيخ صلاح بن هلال المعولي الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والدكتور عامر الرواس رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للخدمات النفطية "أوبال"، ومسلم بن راشد المنذري الرئيس التنفيذي للجمعية، وعدد من المسؤولين بقطاعات النفط والغاز والمختصين والمتدربين الملتحقين بالبرنامج، وذلك بفندق كراون بلازا.

من جهته، أكد سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز أن عدد المتبقي من المسرحين من العاملين بقطاع النفط والغاز، والذين لم تتوافر لهم أعمال بديلة حتى الآن لا يتعدى 200 عامل. وقال سعادته -في تصريح خاص لـ"الرؤية"- إن أحدث حصر أعدته الوزارة قبل يومين أظهر أن من بينهم عددا تم بالفعل الاتفاق على تشغيلهم في مشروع آخر، وسيتسلمون أعمالهم قريبا. وأضاف العوفي بأن هناك اختلافا بين التسريح من العمل وانتهاء مدة العقد، وقال إن هناك -على سبيل المثال- ما بين 700 إلى 800 عامل انتهت أعمالهم بانتهاء المرحلة الأولى من مشروع خزان، أو الأعمال مع شركة "سي.سي.سي"، وهؤلاء غالبا في مستويات الأعمال المؤقتة التي لا تتطلب مهارات عالية، وأعتقد أن مبادرة الوظائف الجديدة المعلن عنها من قبل مجلس الوزراء ستخصص لحملة المؤهلات.

وأشار سعادة الوكيل إلى أن هناك بالفعل وظائف تتناسب مع المسرحين من أعمال النفط والغاز، لكن المشكلة أنها في موقع عمل مختلف عما كان يعمل فيه، وأن البعض يطلب وظيفة في نفس المشروع أو مشروع مماثل في نفس الموقع، معتبرا أن ذلك "أمر صعب تحقيقه". وبين أن المشكلة تتمثل في مواءمة الوظائف المتوفرة مع العمال المنتهية أعمالهم، لافتا إلى أنه في بعض الأحيان تكون الوظيفة في مكان لا يحصل فيه العامل على "علاوة صحراء" أو العمل لمدة أسبوعين ثم أسبوعين إجازة...وغيرها من الامتيازات التي لا تتوافر حاليا. وأكد العوفي أهمية استيعاب العمال لتغير الأعمال...وغيرها، والعمل على التأقلم مع الوظائف المتوفرة.

وفي بداية حفل التدشين، ألقى مسلم بن راشد المنذري الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية للخدمات النفطية "أوبال"، كلمة؛ قال فيها إن مبادرة "تأسيس" تعد من أبرز المبادرات التي تتبناها الجمعية، وبدعم من وزارة النفط والغاز لتأهيل الكوادر العمانية وتمكينهم من تأسيس مشاريع خاصة، علاوة على إعادة توظيف مجموعة من المهنيين والفنيين في مجال النفط والغاز، وذلك بالتعاون مع صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتتضمن الدورة برنامجا متكاملا لإنشاء مؤسسات تعمل في حفر آبار النفط والغاز، يشمل مواضيع نظرية وعملية تؤهل المنتسب للدورة على إنشاء مؤسسة صغيرة تعمل في هذا الجانب. وتابع بأن الدورة تأتي ضمن المبادرات التي تهدف لدعم القيمة المحلية المضافة في (تنمية الموارد البشرية الوطنية) لقطاع النفط والغاز من خلال تأهيل الشباب. وزاد بأن الجمعية تؤدي أدوارا عديدة من أجل توظيف العمانيين في مجالات النفط والغاز، كما أن الجمعية عملت على المساهمة في إيجاد حلول لمشكلة تسريح العمال نتيجة انتهاء المشاريع لتلك المؤسسات والشركات، وتمكنت -بفضل الجهود مع وزارة النفط والغاز- من إعادة تشغيل قرابة 5 آلاف موظف لقطاعات النفط والغاز، لكنها تظل اعمالا مؤقتة بفترات محددة وليست وظائف دائمة. وبين أن فكرة اطلاق هذا البرنامج جاءت لتسهم في خلق مؤسسات صغيرة يمكن أن تقوم في المستقبل بدور في توظيف العمانيين، موضحا أن الجمعية سجلت 230 باحثا عن عمل في مجال النفط والغاز، اضافة إلى بعض الموظفين الموجودين في منازلهم والذين يستلمون رواتب مؤقتا بانتظار إيجاد فرص عمل لهم، وهذه المبادرة ستحل جانب من هذا الأمر.

كما ألقى سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، خلال الحفل، كلمة؛ قال فيها: إن فكرة المبادرة تسهم في خلق شركات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة بعد تأهيل الكوادر المؤهلة والمدربة، ويمكن أن تتولى أعمالا بعقود مع شركات النفط، بحيث لا تعتمد على عقد واحد مع شركة واحدة، بل تعمل على فترات حسب عمل تلك الشركات الكبيرة. وبين أنه بعد انتهاء العقد مع شركة ما، يمكن أن يكون هناك عقود أخرى مماثلة مع شركات أخرى. وأضاف بأن ذلك من شأنه إكساب الشركات المزيد من الخبرات بما يؤهلها لأن تؤسس مؤسسات أكبر تعمل في هذا الجانب وتخلق عددا من الوظائف الأخرى للعمانيين، مشيرا إلى مشروع خزان الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، وبعد انتهاء المشروع، يمكن أن تنتقل هذه المؤسسات الصغيرة إلى عقود أخرى؛ وبالتالي الاستفادة من خبرات الكوادر الوطنية في مجالات الحفر واللحام والكهرباء، وهو ما يوفر استدامة للمؤسسات الصغيرة، وهذا هو الهدف الأهم من هذه المبادرة التي نتمنى أن يكتب لها النجاح بحيث تستوعب جميع الكوادر الوطنية المؤهلة. وأضاف بأنَّ هناك عددا من الوظائف في مجال النفط والغاز المطروحة للعمانيين، لكنها في الوقت نفسه عبارة عن عقود مرتبطة بفترات زمنية، لافتا إلى أن مواءمة هذه الجوانب وتنمية الموارد البشرية العمانية القادرة على العمل، من بين أهداف البرنامج. وبين العوفي أن صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يقدم الدعم المالي للراغبين في تأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بجانب تقديم الدعم الفني، فيما تقدم جمعية أوبال مع وزارة النفط والغاز، الدعم عبر إخطار المؤسسات بالفرص الموجودة في السوق.

وأكد سعادته أنه تم التنسيق مع وزارة القوى العاملة في حالة طلب شركات النفط والغاز لمأذونيات عمل؛ بحيث تُحوَّل إلى أوبال قبل الموافقة عليها، لتقوم أوبال بمراجعة توافر كادر عماني لشغل هذه الوظيفة، ويتم إخطار الوزارة بحالة التوفر بحيث تمنح الوظيفة للموظف العماني كأفضلية على إصدار المأذونية.

وشدد سعادته على أن النجاح بيد الشباب العماني، وينبغي أن يتحلوا بالصبر والعزيمة والرغبة الصادقة في النجاح، وهو ما يحتاج منهم إلى بذل جهد في معرفة سوق العمل واحتياجاته. وأوضح أن دور الوزارة في هذا المجال تنسيقي، وعلى الشباب أنفسهم أن يعاونوا في جعل أنفسهم فرصة يبحث عنها المشغلون ليس داخل عمان فقط بل وخارجها.

وتضمن الحفل كلمة للشيخ صلاح بن هلال المعولي الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ أكد فيها ضرورة التكامل بين الجهات المختلفة؛ سواء من النواحي الإدارية أو التمويلية أو الفنية لتحقيق النجاح للبرامج والمبادرات التي تطلقها المؤسسات. وأشار إلى أن برنامج تأسيس من البرامج المهمة لرواد الأعمال الذين يملكون مهارات وخبرات في قطاع النفط والغاز.

وأوضح المعولي أن عدد المتقدمين لهذا البرنامج بلغ 75 شخصا، تم اختيار 60 شخصا منهم بعد خضوعهم لثلاثة اختبارات وذلك لمعرفة قدراتهم المختلفة. بعد ذلك، سيتم اختيار مجموعة صغيرة ممن استوفوا الشروط لتقديم الدعم المالي لها لتأسيس مؤسسات، كما سيقوم الصندوق بمنحهم قروضا لتأسيس الشركة بناء على دراسة الجدوى التي سيقدمونها، وسيتراوح المبلغ المالي للقرض بين 50 و500 ألف ريال مدعوما عن طريق "الشراكة من أجل التنمية".

وأضاف بأن "اوبال" ستقوم بمساعدة الشركات  للحصول على عقود عمل، موجها الشباب إلى ضرورة الصبر والعمل بجد واجتهاد والمثابرة لتحقيق النجاح وتوفير فرص العمل.

من جهته، قال عامر بن عوض الرواس رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للخدمات النفطية "اوبال" -في تصريحات صحفية- إن برنامج تأسيس يأتي في الوقت الذي تشهد فيه بعض القطاعات الاقتصادية إعادة هيكلة ومنها قطاع النفط والغاز؛ وذلك لاستيعاب أكبر قدر من العمانيين دون التأثير على كفاءة العمل والإنتاجية. وأوضح الرواس أن أغلب المشاريع في قطاع النفط و الغاز هي مشاريع مؤقتة، وتنتهي بعد فترة زمنية معينة، أي بعد انتهاء العمل وإنجاز الأعمال في هذه المشاريع، ومن ثم يتم تسريح العمال العمانيين وفق القانون؛ لذلك يأتي برنامج تأسيس لحل مشكلة تسريح العمال من أماكن العمل من خلال تدريب مجموعة من الشباب الذين يملكون خبرة في قطاع النفط والغاز على إدارة المشاريع والجوانب المالية بحيث يستطيعون إنشاء شركاتهم الخاصة ويقدمون خدماتهم لمختلف الشركات؛ وبالتالي يصبحوا هم أرباب العمل أنفسهم، ويقدمون اعمالا معينة في فترة المشروع، وبعد الانتهاء منه، ينتقلون إلى مشروع آخر؛ الأمر الذي من شأنه يعطي ديمومة ودافعية للإنجاز بطريقة أفضل ووقت وتكلفة أقل، وبإمكان هذه الشركات الناشئة الاندماج مع بعضها البعض في المستقبل، وتكوين كيانات قوية، تستطيع تقديم خدمات وأعمال أكبر وتخلق بالتالي فرص عمل جديدة للعمانيين.

وخلال التدشين، قدمت أحلام بنت ناصر الطوقية رائدة أعمال، تجربتها الناجحة في تأسيس مؤسسة صغيرة والعقبات التي واجهتها وفرص النجاح التي حققتها. فيما عرضت ابتهال الريامية تفاصيل برنامج المبادرة، موضحة أن منهجية التعليم في البرنامج تعتمد على تنفيذ أساليب التدريس الفعال والتوجيه المستمر من قبل مختصين متمرسين لإكساب المشاركين المهارات التطبيقية والخبرات العملية بشكل فعال ومرن.

تعليق عبر الفيس بوك