إنها تمطر هنا

عُلَيَّة الإدريسي البوزيدي – الرباط – المغرب

 

المطر يدق نافذتي وأنا مازلت أرغب في حضنك لوقت طويل ربما تستطيع مياه السماء العثور على قلبي مبللا، أو تُذكِّرُكَ بمشينا كتوأمين في الحب.
عندما فتحت باب الطريق كنت أسمح  لك أن تشاركني رئتي التي لا تدخن, ولأنك كنت تبحث عن منزل يرعى ثوبك الأحمر أمسكتْ أصابعي الصغيرة سيجارتك الشقراء, وأيقظت هروبك من طقس عاقبك لأنك كنت تخطئ في توزيع  تعبك على صدره وتتسكع في الغرفة المجاورة.
هل نسيت شكلها؟
لا يمكن استبدال رحم أنجب من النجوم جدارا عليه وجوه لا تسقط, كما لا يمكن رشُّ أرض لا تعرف كيف تتضارب ديونها التي تخرج كنمل من غرفة الجلوس, لكن وأنت تراقب اللوحة يمكنني رؤية آثار رشدها وأنت تسألها إن كانت غاضبة في لامبالاتها. يمكنني ملء أفكاري كاختصار عندما تذهب الحانة لتتدبر طيرانا سريعا عليه تعلِّقُ تعبك من كل نوافذك التي لم تغلقها زمن الحرب.
أعتقد فعلا أنك تحتاج لهاتف منها تخرس به ذاك الهدوء الذي يصطف معك في الصحراء وأنت تحاول أن تستأجر هروبا لنجمة عليها أن تبتسم باستمرار كي لا يطير انتشاؤك.
أنت تكرع كؤوس البيرة، وأنا بابتسامتي أشجع لونك المائل لسمرة خفيفة أن يتساءل في أعماقنا عن شكل أنفينا الحزينين لِمَ لم يتشاجرا من قبلُ
كيف قبلتك ذاك المساء؟
طلبت مني أن أبقى لكني غادرت بنصف اسمي ولم أنتبه لكل المسافة التي تفتت الخبز كشجرة تفرك بشدة ماضيها دون أن تعثر على طن من الحب.
أنا في "تاكسي الأجرة" وأنت أيضا قي "تاكسي الأجرة" لوَّحتَ لي لوَّحتُ لك هذا كل ما فعلناه طوال الطريق, وعندما عدنا في الصباح الباكر تعلمت منكَ أنه عليَّ البقاء وتذكيرك بمواعيد الأصدقاء, وحفلات الدواء, وعندما ستزوغُ عيناك سأسيل من ثقبك الذي لا يفتح، ولسوف تشعر بوزن يتيم يعبر المسافة كلها دون أن يربي زمنه الصحيح.
انظر إلى السماء
إنها سبعة نجوم ربيتها كي تجلب الحظ وأنت تتقاعد في عزلتك النافذة. تَدْعَكُ على شفير التيه تصلي بينما عصفورتك في عشها تقرب الليل ولا تخشى العالم
انظر إلى السماء
ضع يدك في يدي, دعنا نعبر هذه الصحراء. سيقابلنا الحب كأغنية بيضاء وسيبتسم لنا المارة
نجلس في حانتنا, أطلب من النادلة بيرة ومنديلا مبللا أرطب به صغار الشمس في وجهك
أتأبط ذراعك وأنت تشرب فيما النادلة الأخرى منهمكة في التقاط صورة لفرحنا الذي يشبهنا
هل نحن بارعان في الحب؟
ليس صعبا على من وثقت به أن يماطل في قلقه على ضغطك المنخفض ودخول قلبك ليعصر برتقالة تعبك بحضن حقيقي يمكنه سحق المسافات البعيدة جدا وإغراقها بحشرجة صوتك الثمل .
كل مساء أوصلك إلى سريرنا ولكي لا تخاف أنتظر قرب جفنك الأيسر لكي أبتسم لك كلما وعيتَ من نومك. لكني وأنت نائم أغضب لأنك لا تذكرني بضرورة إغلاق قارورة الغاز, لا تذكرني بسحب الستائر كي لا يدخل الليل غرفتي, لا تذكرني بيوم لقائنا لا تذكرني بسبب إلحاحي في عودتك الليلة  ولا تنتظر معي هدوء العاصفة.
فقط عندما تعود من تشردِك تتفقد هاتفك تضع نجمة في قارب وتدلَّها على هاتفي ولأني لا أعرف إلا انتظارها منك يرقص هاتفي بخط أخضر.
صباح الحب حبي..
صباح الحب حياتي أجيب هاتفك المتصل وأفتح باب النهار..
لو أنا كذلك كنت حركت هزائمي بقدر زهدي في حضور حفلاتك ليلة الجمعة, ولكنتُ قابلتك في إحدى الجزر التي لا تحمل اسما, لكن طلاقي تأخر والسفر الذي ننتظره قرب السنجاب سيقربنا من أحلامنا في أن نُكفِّر عن بعدنا بأمان وافرٍ.
ليس المطر بتائه عن السؤال إنه يحب أن يبللنا من تحت المظلات حتى يحمل مفاتيحه التي تسلخ خطط السحابة وهي تصافح بريد السماء.
أريد نذرا جلديا لا يخذل عروقي التي تمشي تحته لتضخ دمها في صمامات قلبي الذي كالحديقة وأنت تترنح بيني وبينها كتحية مشتاقة لحياة داخل هذه الكأس الصافية.
هل تتشظى كما أتشظى كل هذا الحمل؟
قبل قليل عدتُ إلى البيت كانت الساعة السابعة الوقت الذي حرصت على التواجد فيه معك ولو عبر المسافات البعيدة.
بعدما مررت على بائع الورد اشتريت منه وردة حمراء وأرسلتها على الواتساب
مرَّ عام وأنت لم تتذكر؛ كان يوم الجمعة  30 من أكتوبر كنتُ وراءك.
كل هذا حدث منذ سنة
يمكنني أن أُذكِّرَكَ بكل العالم  لكن يستحيل أن أُذكِّرَكَ بي
لن أقفز إلى المقعد الأمامي
لن أجرف ابتسامة ضفة أخرى
لن أسحب يدي اليتيمة
لن أخن سذاجتي
لن أبتعد عن قلبي
باستثناء أنها ما تزال تمطر هنا
رجاء لا تسرع
أنت علي(ة) وهذا كل شيء...

تعليق عبر الفيس بوك