د. خزعل الماجدي في "مقهى المسرح": لغتي الملحمية في الشعر قادتني لخشبة المسرح

مسقط - الرؤية

ضمن برنامج "مقهى المسرح"، عقدت الجمعية العمانية للمسرح، جلسة حوارية مع د.خزعل الماجدي، أدارها الشاعر عبدالرزّاق الربيعي، الذي قال إن الماجدي واحد من أهم شعراء حقبة السبعينيّات في العراق، إضافة لأعماله المسرحيّة، وبحوثه، وكتبه التي حلّل بها الأساطير، وقرأ تاريخ الحضارات القديمة، والأديان.

وتوجّه الربيعي بالشكر للماجدي لقبوله دعوة الجمعية للقاء المسرحيين؛ كون المسرح ركنا أساسيا من أركان تجربته، فهو كتب 35 نصا، شقّ 22 منها طريقه للخشبة، وشاركت العروض التي كتبها في مهرجانات دولية، ونالت أعماله جوائز عديدة. وعبّر الماجدي عن سعادته بلقاء المسرحيين اعتزازا منه بهم، وتحدّث عن بدء علاقته بالمسرح التي خرجت من رحم علاقته بالشعر؛ فاللغة الملحميّة التي كتب بها الشعر لفتت أنظار المسرحيين، ومنهم الدكتور صلاح القصب الذي أصغى لنص شعري طويل قرأه الماجدي في جلسة خاصة حمل عنوان "عزلة في الكرستال"، وطلب من الشاعر إعادة قراءته مرتين، وفي كل مرّة كانت القراءة تستغرق ساعة كاملة، حتى أنهك لكن القصب ربت على أكتافه، وقال: "هذا النص سيكون عرضي القادم" فكان، وأحدث دويّا خلال عرضه في فضاء مفتوح بكليّة الفنون الجميلة ببغداد عام 1990، هذا الدوي شجّعه على كتابة أعمال أخرى.

وحفلة الماس، وقمر من دم، والغراب، ومسرحيات قصيرة جدا، وقيامة شهرزاد، ونزول عشتار إلى ملجأ العامرية، وأكيتو (الليالي البابلية)، ومفتاح بغداد، وأنيما، وسيدرا التي فازت بالمركز الأول في مهرجان قرطاج وكانت من إخراج الراحل فاضل خليل، وهاملت بلا هاملت التي أخرجها الفنان ناجي عبدالأمير، وكتبها بناء على طلابه، ولم يكن قد كتب سوى العنوان الذي أثار دهشة الناقد جبرا إبراهيم جبرا، عندما سمع به، وظن أنه نوع من العبث الشعري لكنّه فوجئ حين شاهد العرض، وقام بالتعقيب عليه، واعتبر لغته العالية تقترب من لغة شكسبير؛ كون جبرا قام بترجمة العديد من مسرحيات شكسبير للعربيّة، ثم قدم النص في أكثر من مكان من بينها مسقط عندما وقع اختيار المخرج جابر الحراصي عليه.

وأشار الماجدي -الذي زار مسقط بدعوة من النادي الثقافي، بالتعاون مع شبكة المصنعة الثقافية، لتقديم عدّة محاضرات بدأها بمشاركة في ندوة بعنوان "الفولكلور العماني قراءات في الميثولوجيا (الأسطورة والطقس)، وتحدث خلالها عن العلاقة بين التراث الشعبي، والأساطير، ومحاضرة في جامعة السلطان قابوس حملت عنوان "علم الأديان مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله"، وأخرى حول ملحمة جلجامش في (المصنعة)، إلى جانب حوارات إذاعية، وصحفية- إلى أنه لم ينقطع عن الكتابة المسرحيّة إلى اليوم، مثلما لم ينقطع عن كتابة الشعر، لذا يمضي كلّ يوم خمس عشرة ساعة في مكتبته، بصبر، وجلد، مواصلا وضع مشروع كبير هو موسوعة عن تاريخ الحضارات؛ لأنّ المكتبة العربية تفتقر لموسوعة كهذه، معتمدا على المصادر الأجنبية، التي جمعها وتجاوزت العشرين ألف كتاب وضعه في "ديسك" يحمله معه أينما مضى بعد أن ترك مكتبته في بغداد بعد اختطاف ولده الإعلامي (مروان) عام 2006م، وانقطاع خبره إلى اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك