275 "داعشيًا" يغادرون الرقة بموجب اتفاق انسحاب.. والجيش التركي يواصل التوغل في شمال غرب سوريا

 

بيروت - رويترز

 

قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز أمس إن 275 من مقاتلي الدولة الإسلامية السوريين غادروا مدينة الرقة بموجب اتفاق للانسحاب وتركوا خلفهم ما بين 200 و300 مقاتل معظمهم أجانب.  وقال المتحدث طلال سيلو إنه تم توفير ممر آمن لجميع المدنيين تقريبا في الجيب الذي تسيطر عليه الدولة الإسلامية في الرقة في إطار الاتفاق.

وشنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هجومها الأخير في الرقة أمس بعد مغادرة القافلة خلال الليل. وذكر سيلو أنه بحلول صباح أمس كانت القافلة لا تزال داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

 

وعلى جانب آخر، قال معارضون سوريون وشهود أمس إن الجيش التركي يوسع انتشاره في شمال غرب سوريا بهدف تطويق جيب كردي وكبح الضربات الجوية الروسية في محافظة إدلب الحدودية بموجب اتفاق للحد من الاشتباكات.

ودخلت قافلة من قوات الجيش التركي سوريا قرب معبر باب الهوى الحدودي يوم الخميس في أول توغل من نوعه منذ العام الماضي عندما شنت أنقرة هجوما بريا وجويا كبيرا لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقلهم على الحدود مع تركيا. وقالت مصادر من المعارضة السورية إن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في عدة مواقع في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال إبراهيم الأدلبي المستشار العسكري في الجيش السوري الحر المعارض ”حوالي مائتي جندي متمركزين في مناطق تفصل بين تلك التي تسيطر عليها المجموعات الكردية والمعارضة“. وقال شهود إن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة.

وقال الشهود إن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود السورية يوم السبت وتمركزت على الجانب التركي من الحدود.

وتوسع تركيا نطاق تواجدها في منطقة تأمل أن تجعل منها حاجزا أمام طموحات الأكراد في توحيد منطقة عفرين المعزولة شمالي إدلب مع بقية المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد. وتمركز القوات التركية قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في المحافظة الغنية بأشجار الزيتون يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من قوات كردية متمركزة في جنديريس.

وقال مصطفى سيجري مسؤول في الجيش السوري الحر ”يمكن القول إن القوات التركية مازلت في حالة تقدم وتوسع“.  وتقول تركيا إن عملياتها هناك إلى جانب قوات معارضة سورية تدعمها، تأتي في إطار اتفاق توصلت إليه الشهر الماضي مع روسيا وإيران في قازاخستان لتخفيف حدة القتال بين المعارضة والقوات الحكومية السورية.

وشجبت سوريا أول أمس التوغل التركي في أراضيها وقالت إنه يمثل انتهاكا صارخا لسيادتها وطالبت أنقرة بسحب قواتها. لكن التوغل التركي في المحافظة التي يهيمن عليها تحالف تحرير الشام الذي تمثل جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا قوته الأساسية، يسير بشكل سلس.

وقالت مصادر من المعارضة السورية على دراية بإجراءات الانتشار التركي إن العملية جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين تحرير الشام وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات.

وقالت فصائل الجيش السوري الحر إن هدف الحملة هو التوغل في عمق إدلب ومد خطوط إمداد وإقامة مواقع مراقبة وإن المتشددين سيتراجعون جنوبا في إطار انسحاب تدريجي.  وقال الأدلبي ”قام الأتراك بإدخال أربعة أرتال متتالية وقاموا بالتمركز في مناطق تبعد 40 كيلومترا كما تم الاتفاق في الأستانة“.

والهدف في نهاية الأمر هو إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات وجنوبا حتى مدينة الباب لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه جماعات معارضة مدعومة من تركيا. ورحب العديد من السكان في بلدات إدلب، التي يسكنها أكثر من مليوني شخص، بوصول القوات التركية. وقال عبد الجبار العكيدي ”الأتراك يقدمون للجيش السوري الحر الدعم العسكري واللوجيستي لتجنيب إدلب ما حصل في دير الزور والرقة عندما كان الثمن غاليا“.

وكانت إدلب ذات الكثافة السكانية العالية هدفا لمئات الضربات من القوات الجوية الروسية والسورية في العام الماضي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتدمير مستشفيات ومراكز للدفاع المدني.

وتبدد الهدوء النسبي الذي ساد على مدى ستة أشهر بموجب تفاهم تركي روسي أتاح للآلاف الفرصة لالتقاط أنفاسهم عندما استأنفت روسيا القصف المكثف الشهر الماضي بعد أن شن متشددون هجوما على مواقع للجيش السوري. واستهدفت الغارات الجوية كذلك معسكرا يديره فيلق الشام وهو فصيل تدعمه تركيا من فصائل الجيش السوري الحر في قرية قتل عشرات من مقاتليه فيها في هجوم الشهر الماضي.

وفي السياق، بعد قرابة ثلاث سنوات من الهزيمة التي أنزلها مقاتلون أكراد بتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة كوباني السورية لا يزال سكان المدينة في حداد على قتلاهم ويشعرون بأن حلفاءهم الأجانب تخلوا عنهم في كفاحهم لإعادة بنائها.  وكانت هزيمة التنظيم في كوباني التي يغلب الأكراد على سكانها في أوائل عام 2015 قد ساهمت في انقلاب الأوضاع على التنظيم كما كانت إيذانا ببداية علاقة أكثر انفتاحا بين الجيش الأمريكي وفصيل وحدات حماية الشعب المكون من أكراد سوريا.  غير أن الدمار لحق بجانب كبير من المدينة القريبة من الحدود مع تركيا لتواجه تحديا هائلا في عملية إعادة الإعمار وتصبح في حاجة لمساعدات الحلفاء الذين دعموا معركة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بمن فيهم الولايات المتحدة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة