في الزَّمن الخاسرِ

كوثر وهبي – سوريا


الحزنُ المخبأُ في محارِ
العيون كلآليءَ بحرية..
أصدافُ الملامحِ الناتئةِ
من وجيبِ  الضوء
الحلقةُ الأضعفُ..
في كلِّ هذا الوهنِ
المحيط بنا.. أنا
وارتعاشُ الخوفِ
في قلبٍ تمرَّس الانتظار
خارجاً من الظلِّ
يرتجفُ صوتي
عيونُ أصابعي
تلتمسُ بريقَ
النور في إشراقةٍ أُخرى،
أكثر بهاءً..
وأشدَّ انسدالاً للمعنى
غريباً أتيتَ،
والقلبُ كنايةُ الموتِ المؤجلِ
من زمنٍ لا موت فيهِ
ولا حياة سوى أضغاثٍ
مفعمةٍ بالخراب،
وانحدارٍ شاهقٍ، ونكوص..
...،،
ما الذي يرجوه مثلكَ
من عيونٍ تآكلها الصدأُ
وتقيأتْ ماءَها، نهرَ دموعٍ مُرَّةٍ
ونحيبٌ، ينسكبُ ملحُ
الليالي القاحلةِ
في صوته القاتم
قادمٌ، من زمنٍ غابرٍ للحبِّ
تطرقُ أبوابَ مدينةٍ، تداعتْ
جدرانها كقلاعٍ قديمةٍ
في مرمى سهام الوقت
المدجج بالنكران
والخسارات الثقيلة
...،،
ما الذي يرجوه مثلكَ
من قلبٍ أفلتَ كلَّ مالديه
من عقيقِ الأمنيات
في براحِ الخوفِ، والتَّلاشي..  
في انحدارِ المعنى، والعبور
نحو الظلامِ السافر..
والسقوط في لجَّةِ الوهمِ
...،،
في الزمنِ الخاسر أتيتَ
في هامشِ الحلم المرصودِ
للنهايات الحزينةِ..
في آخر صفحةٍ من تاريخ
الحبِّ والأمنيات العقيمة
...،،
لاحُجةَ دامغةَ لديّ
ولا سببَ لأغلق
أبواب الرجاء
أمام صهيلِ الاحتياجِ
الطافحِ بالرغباتِ..
والأغنياتِ الحزينة..
سوى أنني، لا شيء
أملكهُ الآن... لأمنح
للقلوب لذةَ التلاقي...
وعنفوانَ اللحظة الفارقة
...،،
لا شيء لديَّ..
فلقد غدوتُ منذ زمنٍ
الأنثى، الأكثرَ وهناً
والأكثرَ شغفاً بالنهاياتِ
السريعةِ، والامتلاء بي
وبكلِّ هذا الفراغِ
الدامغِ من حولي..
والفتور…

تعليق عبر الفيس بوك