التبرع للمشروعات

يوسف البلوشي

جميل جدا أن تتوالى أخبار المتبرعين في العمل الخيري والإنساني في المجتمع، بل والأجمل هو تهافت التجار ورجال الأعمال للتخفيف عن كاهل الحكومة لتسيير المشاريع الهادفة بقدر الإمكان، وليس بجديد المساهمة من قبل الشركات ورجال الأعمال، ولكن اليوم جاء التبرع في وقته حتما في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بعدد من الدول، ومن بينها السلطنة.

بارقة الأمل بدأت مع شروق شمس عمان وبين أبنائها، وظلت ممتدة لدى الكثيرين خفية، إلى أن طالت وتوسعت، ووصلت إلينا في الوقت الحاضر بمشاهدة أسماء كبيرة في البلد تسخر أموالها لخدمة قطاعات مهمة بحاجة لها المجتمع، وتوافق سعي هذه الشركات مع إقامة المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية، في دورته الأولى، الذي حمل شعار "نحو ميثاق وطني للمسؤولية الاجتماعية" بتنظيم من جريدة "الرؤية"، ضمن مناشدات حيوية لتفعيل دور هذه المسؤولية التي يرتكز عليها أي وطن لأنها منظومة تكاملية.

وكنا قد طرحنا في مقالات سابقة ضرورة اشتراك المؤسسات والشركات في تحمل أعباء أو جزء من هذه الأعباء من خلال تبني المشاريع التي بحاجه لها الوطن، والتي تعتبر إضافة تنموية يستفيد منها المجتمعات.

وحتى لا تضيع فرص التبرع من قبل الرواد سدى، أرى أن  يتم وضع العديد من مشاريع الدولة بالتنسيق مع محلس المناقصات أو مع جهة ذات اختصاص للقيام بتبني هذه المشروعات، لاسيما المكلِّفة منها كالتي تهم بقطاعات حيوية كالنقل وتنمية المحافظات وبناء الإنشاءات الاقتصادية والتجارية التي تخدم المواطن والمقيم وتساعد على الدفع بالنمو الاقتصادي والوطني.

كما أن الانطلاق بالإسهام في دعم قطاع التعليم ورفده وتقويمه بما يتناسب وتطلعات أبنائنا مستقبلا بكل تأكيد سيسهم إيجابا في خلق مجتمع قوي متسلح بالعلم والإيمان الصامد؛ لذلك فإنني أجد في جدولة المشاريع ووضعها على منضدة واحدة أمام الرواد والتجار والمتبرعين وكل من يريد الإسهام في مسيرة هذا الوطن بشكل مباشر، إضافة لتبرعاته السابقه كجانب من جوانب الإيمان بالمسؤولية الاجتماعيه، لهو ذي مردود كبير على المجتمع وأبنائه؛ حيث إن الكثير من رجال الأعمال قد تلمست منهم مشاركاتهم في المشروعات الصغيرة والإنسانية كبناء المساجد والبيوت وترميم بعضها، وهو جانب حسن يضاف أيضا لو وُضِع في الحسبان إنشاء الكثير من المشروعات الوطنية الكبيرة من خلال توحيد جهود العمل وتسخيرها للمشاريع الوطنية الكبرى.