جوقة ألكساندروف تُضَمِّدُ جِراحَها في الأوبرا السلطانية

كلنا يتذكرّ؛ بل يسمع عبر أثير الإذاعات العربية والعُمانية أغنية فيروز الحماسيّة "كانوا يا حبيبي"، من تلحين الأخوان رحبانيّ ولا أحد يعلم أنها اقتباس عبقريّ من إحدى روائع فرقة ألكساندروف الروسيّة الشهيرة باسم (فرقة الجيش الأحمر الروسي الموسيقية)، التي تحلُّ ضيفًا على مسرح دار الأوبرا السلطانية – مسقط ضمن برامج موسم (الفنون الرفيعة 2017 - 2018)، في يوم الخميس 12 من أكتوبر في تمام الساعة 7:00 مساءً، لِتُقدِّم لجمهور الأوبرا عرضًا غِنائيا راقصًا.
الجدير بالذكر أنّ الفرقة تعرّضت قبل عام لكارثة إنسانية حظيت بتعاطف عاشقي الفنون الرفيعة حول العالم وخسرت الجوقة مديرها الفني فاليري خليلوف، ومعه 68 موسيقياً من أصل 92 راكبا كانوا على متن طائرة نقل حربيّة تابعة للقوات المسلحة الروسية في رحلة ذهابها لإحياء حفل ليلة رأس السنة في قاعدة "حميميم" السوريّة.
وقد نعت "أولجا جولوديتس" نائب رئيس الحكومة لوكالة الأنباء الرسمية "تاس" مدير الفرقة الذي راح ضحية الحادث الأليم فقالت: "إن فاليري خليلوف قدَّم مساهمة كبيرة للثقافة المعاصرة كقائد أوركسترا وكمؤلف موسيقي". ووصفت رحيله "بالخسارة التي لا تعوض"، وقال عازف البيانو دينيس ماتسويف إن "فرقة الكسندروف إحدى بطاقات عبور الثقافة الروسيّة حول العالم" وأبدى أسفه "لرحيل مايسترو مميز" من طراز فاليري خليلوف، ووصفه "بالظلم الكبير".
كانت الفرقة منذ تأسيسها عام 1883 تُعرف باسم ألكساندروف المدير الأول لها، وفي عام 1998م، تغيّر اسمها إلى (فرقة الجيش الروسي الأكاديمية للغناء والرقص)، وتُسمى اختصارًا (الفرقة الأكاديمية)، ومن أشهر عروضها: "فولجا"، و"الكاتيوشا"، و"كالينكا"، و"إيف ماريا"، ومازالت الفرقة تطوف حول العالم وتتجول من القطب الشمالي المتجمد إلى طاجيكستان الصحراوية، وتشيكوسلوفاكيا، ومنغوليا، وفنلندا، وبولندا، ومازالت تطوف وتقدم عروضا تتضمن "الإيقاعات الشعبية، والتراتيل، والألحان الأوبرالية، إضافة إلى 1500 حفلة فنيّة خلال الحرب العالمية الثانية في جبهات القتال. وسجّلت الفرقة في تلك الفترة أغنيات خالدة مثل "الحرب المقدسة"، و" قصيدة عن أوكرانيا". ونالت الفرقة وسام الراية الحمراء مرتين.

تعليق عبر الفيس بوك