متفرقات رياضية

 

حسين الغافري

(1)

رغم ظروف الحرب التي تعيشها جمهورية سوريا العربية وحالة من عدم استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، إلا أن مُنتخبها الوطني يضرب أروع الأمثلة، ويقدم كرة قدم على مستوى فني عالٍ. سوريا تنتظرها تسعون دقيقة فاصلة في سيدني لتذهب إلى الخطوة الأخيرة للتأهل "الحلم" لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018. شجاعة وبسالة استثنائية قدمها المنتخب السوري طيلة مشواره الحالي بإمكانيات أقل عن أقرانهم ممن ودع التصفيات المونديالية مبكراً للغاية وأولهم منتخبنا الوطني، فلم يردد لاعبو المنتخب عبارات "قلة الدعم" و"ضعف الإعداد" و"صعوبة المنتخبات وفوارقها الفنية المتقدمة" كما نسعمها بين الفينة والأخرى لكثير من المنتخبات العربية والخليجية البعيدة كُل البعد عن المضي خطوة إضافية لأدوار متقدمة. أكثر ما يشدّ الانتباه في أداء المنتخب السوري هو "الأداء الرجولي" والجهد المضاعف حتى آخر ثانية من المباراة في سبيل التمثيل الوطني المشرف وهي أمور هامة ومن المسلمات الواجبة يجب على الجميع استحضارها. قميص المنتخب الوطني يجب أن يكون ارتداؤه بدافع الفخر والتضحية، وبذل أقصى درجات الجهد. مع ذلك ولو لم يتأهل المنتخب السوري (لا قدر الله) إلا أنّ الإشادة والتقدير يجب أن نرفعهما عالياً ونقول شكراً وألف على ما قدمتموه.. فعلاً رجال بمعنى الكلمة.

 

(2)

في الجانب الآخر، نحن على أعتاب حضور عربي جديد باقتراب تونس من المونديال خصوصاً بعد أن سحق منتخب النسور مُنتخب غينيا برباعية. الفوز يضع المنتخب التونسي على أبواب روسيا بفارق نقطة وحيدة من تحقيق الحلم. ولعلّ حظوظ تونس تبدو في المتناول إذا ما علمنا أنّ النقطة اليتيمة التي تفصلها عن المونديال الروسي ستكون بين أيديهم عندما يواجه منتخبهم مُنتخب ليبيا الذي لا يملك أي حظوظ في 6 نوفمبر المقبل.. بذات التاريخ سيخوض المغرب مباراة مصيرية تجمعه بساحل العاج وستضع الفائز منهما في النهائيات.. أيضاً مصر أم الدنيا أمام لحظة تاريخية إذا ما فازت على منتخب الكونغو الديموقراطية فستتأهل إلى النهائيات بعد غياب 28 سنة.

 

)3)

مع تزايد نشوات الفرحة العربية بالتواجد في المونديال والحديث عن حسابات التأهل يقودنا في الجانب الآخر لحظات ترقّب إلى منتخب الأرجنتين والمنتخب الهولندي خصوصاً.. "التانغو" بات تأهله في (كف عفريت) ولا خيار له غير الفوز في مباراته الأخيرة أمام الإكوادور لضمان أن يلعب مباراة الملحق في أسوأ أحواله، إذا لم تخدمه المُباريات الأخرى ويتأهل من خلالها مباشرةً. الأرجنتين التي ظهرت بشكل سلبي طيلة التصفيات الحالية وقدمت أداءً أقل من الباهت في جُل المباريات رغم الأسماء التي يملكها المنتخب والنجوم التي تنشط في كبرى الدوريات العالمية، أضحت اليوم على أعتاب مباراة واحدة فقط قد تلقي بهم خارج أسوار المونديال، وتعلن النهاية الحزينة لنجوم عالمية تقترب من سن التقاعد، أو الفوز والتأهل وبالتالي سينسى الكل هذا المشوار السلبي المخجل! في المقابل تبدو حظوظ هولندا هي الأخرى ضعيفة للغاية وبات خروجهم قريب جداً.. الأمور صعبة للغاية وأظن شخصياً أنّ المنتخب سيكرر إخفاق عدم التأهل لمونديال البرازيل! خسارة كبيرة لمتعة الكرة الشاملة التي يقدمها منتخب الطواحين! للأسف. في المقابل لازالت حظوظ إيطاليا والبرتغال أفضل للتأهل ولا نُمني النفس حقيقة الأمر بغياب أبطال أوروبا 2016 وأبطال العالم 2006. تبقى هي كرة قدم.. ولنا وقفة بإذن الله بعد وضوح الصورة.

HussainGhafri@gmail.com