الخام يتخلى عن موجة صعود ويهبط 2% مع عودة مخاوف التخمة

السعودية تأمل في توافق على مستقبل اتفاق خفض إنتاج النفط قبل اجتماع "أوبك" المقبل

 

عواصم- الوكالات

قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في موسكو إنَّ بلاده تأمل في أن تتوصل قبل اجتماع تعقده أوبك في نوفمبر إلى توافق مع روسيا بشأن ما ينبغي فعله حين ينتهي أجل اتفاق عالمي بشأن إنتاج النفط في مارس.

وكان الفالح يتحدث في موسكو بعد يومين من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيها إنَّ من الممكن أن يستمر اتفاق خفض الإنتاج، الذي من المقرر أن ينتهي أجله في مارس ، حتى نهاية العام المقبل وإن كانت روسيا لم تتعهد بأي شيء. ولم يصدر عن السعودية تعهد مؤكد بتمديد الاتفاق لكن الفالح قال أمس الخميس إن بلاده "مرنة" بشأن مقترح موسكو.

وأبلغ الفالح نظيره الروسي ألكسندر نوفاك اليوم بأنه يتطلع "للتوصل إلى توافق بالعمل معك في الأسابيع القليلة القادمة قبل أن نعقد اجتماع 30 نوفمبر ونحضر زملاءنا من أنحاء العالم". وأضاف "مع أننا راضون عن التقدم الذي تحقق، أعتقد أنك توافق على أن عملنا لم ينته بعد وأنه مازال هناك عدم يقين وعوامل معاكسة في أسواق النفط العالمية ويجب أن نبقي أنظارنا بوضوح على الطريق وأيدينا على عجلة القيادة".

وساعدت السعودية وروسيا على تأمين اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعشرة من المنتجين لخفض الإنتاج من يناير هذا العام حتى نهاية مارس 2018 في مسعى لتقليص تخمة المعروض في الأسواق العالمية ودعم الأسعار. وردًا على سؤال حول ما إذا سيكون هناك قرار بتمديد الاتفاق في نوفمبر، قال الفالح إنه لا يعلم.

وقال نوفاك إن روسيا ليست على خلاف مع السعودية بشأن أسواق النفط لكنهما بحاجة لمناقشة الموضوع أكثر وإن جميع الاحتمالات لتحرك مشترك بين البلدين مطروحة.

واستضافت روسيا هذا الأسبوع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وعددا من المسؤولين في بلاده في تعزيز للعلاقة الحيوية.

والملك سلمان هو أول عاهل سعودي يزور روسيا وهو على العرش وشهدت زيارته عددا من الاتفاقات بمليارات الدولارات.

وقال الفالح إن العلاقات الحالية الدافئة بين موسكو والرياض إشارة على أمور ستتحقق. وأردف "العلاقات بين روسيا والسعودية تتحسن بشكل مطرد... (إنها) انتقلت بوضوح إلى مستوى جديد تمامًا بعد زيارة الملك".

وهبطت أسعار النفط أكثر من اثنين في المئة منهية أطول موجة ارتفاع لخام القياس العالمي مزيج برنت في 16 شهرًا، والتي استمرت عدة أسابيع، مع عودة المخاوف بشأن فائض المعروض. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.4 بالمئة، أو ما يعادل، 1.38 دولار، في التسوية إلى 55.62 دولار للبرميل منهية سلسلة من المكاسب استمرت خمسة أسابيع كانت الأطول منذ يونيو 2016. وعلى أساس أسبوعي، خسر برنت 3.3 بالمئة. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.50 دولار، أو ما يعادل ثلاثة بالمئة، إلى 49.29 دولار للبرميل خلال الجلسة لينهي الأسبوع منخفضاً 4.6 بالمئة. وأوضحت روسيا تصريحات أدلى بها الرئيس فلاديمير بوتين بشأن سوق النفط هذا الأسبوع قائلة إن الرئيس لم يقترح تمديد اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط لكنه قال إنِّه يقر بأن ذلك أمر محتمل. ودعم احتمال تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين من بينهم روسيا الأسعار في الجلسات السابقة.

وفي سياق ذي صلة، خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة للأسبوع الرابع في خمسة أسابيع في الوقت الذي توقف فيه تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهرا مع تقليص الشركات لخطط الإنفاق في رد فعل على انخفاض أسعار الخام في الآونة الأخيرة. وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة اليوم الجمعة إن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية بواقع حفارتين في الأسبوع المنتهي في السادس من أكتوبر تشرين الأول ليصل العدد الإجمالي إلى 748 منصة. وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 428 حفارة كانت عاملة قبل عام بعد أن عززت شركات الطاقة خطط الإنفاق في وقت سابق من العام في ظل توقعها لارتفاع أسعار الخام في الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من أن بعض شركات التنقيب والإنتاج قلصت خطط استثمارها لعام 2017 خلال الأشهر القليلة الماضية جراء انخفاض العقود الآجلة للخام في الآونة الأخيرة، فإنها ما زالت تخطط لإنفاق المزيد من الأموال هذا العام مقارنة مع العام الماضي. وانخفضت أسعار الخام في ستة من بين الأشهر التسعة الأولى في 2017 وساعد ارتفاع الإنتاج الأمريكي على زيادة التخمة العالمية وتتجه أسعار الخام إلى الانخفاض نحو خمسة بالمئة منذ بداية أكتوبر.

 

تعليق عبر الفيس بوك