غادة عزيز – أستاذة فلسفة - دمشق

يجيء الحب  
ساكتب شهواتي في العراء
على إيقاع مفاجآت ناعمة
فأنا مثل شجرة
مفردة في الكناية
تذروني رياح الجنون
أسرح أغصاني
وأسكن في جوع المفردات
ولكني بلحظة
أطرحني أناشيد عارية
تدوخ المسافات من هفهفة دعاء ضل الطريق
استحالت شهوة تعوي بين المسافات
لترسمني وجها على قماش السماء
تسقط أوراق التوت
فأشد هذا العالم من أذنيه
فأعتلي حبري
أرتفع إلى أمومتي
فترضي شهقة مترادفاتي/ وجه أنثى /
تطلق من روحها وهج الجمال
فيا أغنياتي
أعيديني لمساء الشتاء بهيَّةً
فأنا المختصرة في كل أشيائي
شاهقة في الأنين
ساعديني لأرتب شكلي الخارجيّ
أرسم فاصلة في القصائد
وجه أمي
يضمد هذا الخراب
وأرتب مواعيد ظلي كقافية في القصيد
فعلى الحب أن يترك القمر في نافذتي
ويجلس إلى مائدة الصمت
لأقطف كل الأسرار الطافية في الكون
ويغسل قلبي الذي انفرط
في ماء النبوءات
لا حاجة للعرافات
لأن سماء ثامنة لن تطيق صراخي
حين تغيب في طلاسم الصمت
فوحده المطر يجعل الريح تعبر رأسك
فيجيء الحب
من رقعة بيضاء بحجم الخط
بعيداً عن قبح البشر
يخضرّ الشعر
يجيء الحب
حين تسقط السماء
لمترين فقط
تعيد ترتيب الخصومات
مع الذين حفروا له حفرة فسقط الصوت فيها
في وطن لم يدل على شيء
إلا أنه علَّم العصافير الحب
هذا ما راهنتُ به
حين جاء الحب
فرغم أيلول
يجيء الحب يجيء.......