مشاكل البايرن

حسين بن علي الغافري

من غير المتوقع إقالة نادي بايرن ميونخ الألماني مُدربه الأول الإيطالي كارلو أنشيلوتي من مهام تدريب الفريق الأول. الإقالة جاءت مُبكرة جداً إذا ما تحدثنا عن أنَّ المنافسات الأوروبية انطلقت منذ فترة بسيطة، ومسألة تقييم الأداء والنجاحات ومدى الإخفاقات لا يُمكن قياسها في هذه اللحظة من الموسم. صحيح أنَّ الفريق لم يقدم صورة "مُرَّضية" في أوَّل ست لقاءات من الموسم. ولا حتى في مجموعته بدوري الأبطال الأوروبي رغم فوزه على أرضه في مستهل البطولة، والثانية بسقوطه أمام النادي الباريسي في ملعب الأمراء بثلاثية بيضاء. ولكن مع ذلك فحدث الإقالة يبدو استباقياً ولم يُحسب في مخططات الإدارة. القرار يمكن تصنيفه على أنه "بادرة إنقاذ" لموسم يبدو من ملامحه الأولى أنه قد لا يكون على مستوى الطموح!

التعليل بأنَّ الإدارة لم تحسب حساب إقالة أنشيلوتي حتى سقوط الفريق أمام باريس سان جيرمان منطقي للغاية، فلو كانت الإدارة لم تراهن على المدرب لهذا الموسم، وفقدت الثقة في قدراته الفنية لحدث القرار مع نهاية الموسم الماضي وقبل انطلاق منافسات الموسم الحالي. إذاً، يمكن القول بأن هناك مُسببات ساهمت بشكلٍ أو بآخر في الإقالة مع سبب النتائج وضعف الأداء في هذا الموسم. ومن وجهة نظري الشخصية أضع الأسباب الأخرى حجر الأساس وهي ما دفع الإدارة لتبديل المدرب. أول الأسباب كما ذكرت كان ضعف نتائج الفريق مطلع الموسم الحالي وتراجع مستوياته الفنية وقد يكون التعويل على مدرب آخر خياراً صائباً قبل تفاقم الوضع أكثر فأكثر.

ثانياً، المُتابع لحال بايرن ميونخ يدرك تماماً أنّ هناك حالة عامة من عدم الرضا في الفريق يعيشها أغلب اللاعبين، ظهرت بوضوح من خلال امتعاض البولندي ليفاندوفسكي من سياسة النادي وعدم الاستثمار في نجوم تنافسية. وأراه امتعاضا صائبا. فشتان في هذا الموسم بين ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان وكبار الأندية الإنجليزية أمثال تشيلسي وقطبي مانشستر وحتى يوفنتوس بطل إيطاليا من ناحية قوة الأسماء التي هي بحوزتهم إذا ما قارنها بالموجودة مع البايرن في هذه الفترة. جميع الترشيحات تُضعف ترجيح كفة النادي البافاري .. والحضور الأوروبي بحاجة إلى استثمار مثالي في الفريق وإلا فالمسألة تبدو صعبة للغاية في تحقيق الأهداف الخارجية. السبب الثالث، أراه في الأسماء الحالية "الأساسية التي تقدم بها العمر وعطاؤها لم يعد كالسابق. الهولندي آرين روبن والفرنسي فرانك ريبري بالإضافة إلى اعتزال ركائز هامة كالقائد السابق للفريق فيليب لام والإسباني ألونسو.

ختاماً، المُدرب الجديد القادم لن يملك عصا سحرية تقود إلى قلب الأوضاع الحالية. فهو بحاجة إلى أسماء قادرة على صنع الفارق على مستوى بطولة دوري الأبطال الأوروبي. الإضافة الأكبر في المدرب الجديد أراها ستحضر لربما في إعادة الأجواء الهادئة وتخفيف الأجواء المشحونة بين اللاعبين وخلق بيئة عمل سليمة. البايرن يجب عليه أن يغيّر سياسته الحالية ويضخ أموالا أكثر لانتداب النجوم إذا ما أراد البقاء ضمن أندية الصفوة الأوروبية أما الراهن المحلي في بطولتي الدوري والكأس فأعتقد أنّ البايرن لا يجد عراقيل تعيقه من استمرار  تحقيق الألقاب على الرغم من حضور بروسيا دورتموند في الساحة في العقد الأخير كمنافس شرس.

HussainGhafri@gmail.com