لمَنْ أنتَ؟!

صفاء البحيري - مصر


(1)
من لا يعرف سيرة الجُب
لن يرسم عنه خرائط.
(2)
لا تسرْ عكسَ عقارب المحبةِ
فتفسد على نفسك الزمن
وتضيق بك الأرضُ
ما يجعلك تكذبُ كل صباحٍ دون أن تدري .
(3)
قررتُ التوقفَ عن حياكة النار للجليد
وأرتدي النهرَ كاملا
ربما عرفتُ للماء معنىً جديدًا .
(4)
كأنه لهوٌ يشبه الجد
حركة لنائم في بئرٍ عميقةٍ
يا هذا العاشق انهض
راقب الدم في عمق الوريد
الموت في الحياة ذاتها .
(5)
غفل الجميعُ عن سببِ إغمائي
وهاج السُّكونُ في بعضي وكُلي
وعدت بخاطري أن أشتري
بكلِّ أنفاسي شمسًا
تكشفُ قامة ظلِّي.
(6)
اهتز  لأن تصل إلى النهاياتِ المستمرةِ
بل لتصلَ إلى مقاماتٍ
تقرأ فيها أناك.
(7)
يزيدُ ويتضاعفُ
ولا لفظ يجمعُه.
(8)
الآن يبتسم الصباحُ
فلا داعي لاستحضارِ جُثمان ليلٍ
فللقمر موعدٌ
وعلينا كحال العاشقين أن ننتظر.
(9)
لمن أنت؟
يعرفنا الناس بألقابٍ
ومافي العمق لا يُسمَّى .
(10)
إذا وقع الموتُ
تحتَّم الدفنُ
لكن ليس كل من يُرمى في غيابات الجب قتيل.
(11)
حين ينام الخوفُ
سأخرجُ من باب الأرض الخلفي
سأهدِّد ساقي بالبتر
إن عادت تغريها مساحاتُ الأخضر
في عُنقِ الظل.
(12)
وحده بين البدءِ والختامِ
يفتشُ عن المعنى الأبعد
يصفُ نفسه كضريرٍ
يتحسَّسُ وجه الحب
على سطح خياله

تعليق عبر الفيس بوك