ثقافة المبادرة

 

ناصر العبري

اللقاء الذي جمع المكرم حاتم بن حمد الطائي بطلبة المدارس والكليات في المحطة التعريفية الأولى لجائزة الرؤية في نسختها الخامسة، والذي شهدته ولاية الرستاق كان لقاء الأب بأبنائه وهو يُطالبهم بالحفاظ على إنجازات الآباء والأجداد وبأن عليهم أن يسعوا ويجتهدوا وألا ينتظروا الفرص والفرص لا تأتي هكذا ولكن عليهم أن يقتنصوا الفرص مثل الصقر والأسد.

وأكد الطائي أن الإنسان الذي يُريد أن ينجح عليه أن يبادر ويختطف الفرص وأكد الطائي مخاطباً الطلبة إننا نريدكم أن تكونوا صقورا وبالمعنى الأمريكي يقسموا نوعين من السياسيين الصقور والحمائم ونحن نريد من أبنائنا وشبابنا من الجنسين أن يكونوا صقورا وأن يكونوا قادرين على أن ينافسوا شباب العالم في مختلف الدول بعلمهم وابتكاراتهم واجتهاداتهم بالعلم وليس بالكلام. وعندما يكون الإنسان قادراً على أن يحقق هدفا وهذه هي ثقافة المبادرة. وثقافة المبادرة أن يكون لديك هدف والإنسان بلا هدف كالهائم في الصحراء لا يصل إلى شيء. والناس ينقسمون إلى نوعين، الإنسان الرسالي الذي لديه رسالة في هذه الحياة ويريد أن يحقق شيئاً ويريد أن يصل إلى اتجاه معين وهذا هو الرسالي صاحب رسالة يريد أن يوصلها وهذا طبعاً مختلفاً عن طموح الوظيفة والراتب يريد أن يحقق شيئاً لبلده من خلال ابتكار أو مشروع أو كتاب أو من خلال نجاح معين يصنعه الإنسان لنفسه وعكس الإنسان الرسالي هو الإنسان الاستهلاكي الإنسان السلبي الذي ينتظر ويستهلك ولا ينتج وأحلامه صغيرة جدا ولا تتناسب مع إمكانيات التاريخ العماني المشرق. والتاريخ والإنجازات التي حققها الأجداد الشيء الذي يدفعك إلى الأمام وأن تحقق إنجازات على مستوى أسلافك وأجدادك العمانيين هذه هي المسؤولية التي يجب أن نتحملها أن يكون لدينا وعي بأن عندكم جد اسمه الإمام أحمد بن سعيد أو ناصر بن مرشد أو قيد الأرض تأملوا هذا القائد العظيم الذي نشأ هنا في الرستاق كان لديه حلم بالإضافة إلى إنجازاته العظيمة جدا أن ينشئ نهرا عظيما وهذا المشروع للأسف لم يتحقق لأنه توفى قبل أن يكتمل هذا المشروع. وأراد رحمه الله تجميع أفلاج الولاية لتصب في مكان واحد. وهذا المشروع العملاق تتواجد آثاره في ولاية الرستاق.