نهج السلام والتسامح

لم تكن كلمة السلطنة أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مجرد خطاب دبلوماسي، يعكس المشاركة العمانية في هذا المحفل الدولي السنوي، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، بل كانت ترجمة لنهج قويم تسير بلادنا على خطاه، وأسس صلبة تقف عليها السياسة العمانية الخارجية شامخة بين دول العالم.

الكلمة التي ألقاها معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، تبرهن أن نهج السلام والتسامح الذي أرسى دعائمه جلالة السلطان المعظم -أيده الله- هو الحل لجميع الأزمات والصراعات حول العالم؛ فلا أمة تمسكت بقيم السلام وعززت مبادئ التسامح إلا ونالت الاحترام والتقدير من شتى الدول، ونظر إليها الجميع بعين التوقير والتبجيل. فالأمم المتحضرة ليس وظيفتها إشعال الصراعات وتأجيج الفتن والتهديد المتواصل بتنفيذ سياسات عقابية، أو شن حروب عسكرية لفرض الهيمنة أو توسيع النفوذ، لكن الأمم مهمتها الأولى والحصرية بناء الحضارة ونقل المعارف والعلوم، ومساعدة الآخرين على نزع براثن الجهل وتمزيق أثواب التخلف والاقتتال.

لقد أكدت السلطنة -في غير محفل: دوليا كان أو إقليميا- التزامها الكامل بمبادئ الحق والعدل والمساواة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفض النزاعات بالطرق السلمية وفق أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي؛ انطلاقا من سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية المرتكزة في صلبها على دعم السلام والتعايش والتسامح والحوار والتعاون الوثيق مع سائر الأمم والشعوب.

وتتجلى هذه السياسات، وتنعكس تلك المبادئ، في العلاقات التي تربط السلطنة بمختلف دول العالم؛ إذ تقيم السلطنة علاقات أخوة وصداقة مع شتى الأقطار بمختلف قارات العالم، ولا تجد موطئ قدم على هذه البسيطة إلا ويذكرون عُمان وأهلها بكل الخير والمودة والحب؛ انطلاقا مما يلقونه من ترحيب وضيافة منقطعة النظير عندما يزورون السلطنة.

وتؤكد السلطنة دوما حرصها على تعزيز معايير بناء الثقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول، وعلاقات حسن الجوار، وبما يحفظ للدول أمنها واستقرارها وازدهارها، وهي في ذلك تدعو كافة الدول لدعم جهود السلام والمشاركة الفعالة لنشر السلام كثقافة دولية على كافة المستويات.

... إن السلام لن يتحقق إلا إذا انتهجت دول العالم قيم العدل والمساواة، ودافعت عن مبادئ الاستقلال والحرية، وقتئذ سيحيا العالم في رخاء واستقرار وأمن وأمان.

تعليق عبر الفيس بوك