مؤشرات إيجابية رغم التحديات

بَيْنَما تُوَاجه السَّلطنة تحديات انخفاض أسعار النفط، منذ عِدَّة شهور -بذلتْ خلالها جهوداً كبيرة من أجلِ تخفيضِ النفقات وتنويع مصادر الدخل- تأتي بشائرُ الأخبارِ الإيجابيَّة من خلال تقرير البنكِ المركزيِّ العُمانيِّ، الذي أَظْهَر ارتفاعَ الإيرادات الحكومية النفطية وغير النفطية، بالتزامن مع تخفيض الإنفاق الحكومي؛ الأمر الذي أدَّى لتراجع ملحوظ في العجز المالي خلال الفترة من يناير إلى يوليو من العام 2017، ليصل إلى قيمة 2.6 مليار ريال عماني، مقارنة مع 3.4 مليار ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

وها هي الخطوات التي اتُّخذت، والجهود التي بُذِلت وتُبْذَل، تأتي بثمارها، بعد أن عَزَمت السلطنة على تنفيذ خِطَّة طموحة لتنويع مصادر الدخل؛ بهدف خَفْض الاعتمادِ على إيرادات النفط بمقدار النصف؛ حيث يَضْغَط هُبوط أسعار الخام على المالية العامة للبلاد، كما يحدث مع دول أخرى كثيرة.

وكانتْ الظُّروف مُوَاتية للتركيزِ على تنميةِ قطاعات حيوية؛ مثل: الصناعات التحويلية، والتعدين، والسياحة، والنقل، والثروة السمكية، وهي خُطُوات بدأتْ مع تطبيق خطة السلطنة للتنويع الاقتصادي، خاصة وأنَّ اليوميْن الماضيين شَهِدا انطلاق مُختبرات الثروة السمكية؛ في إطار السعي الدؤوب لتفعيل واستثمار الثروات البحرية التي تتمتَّع بها عُمان؛ بفضل ما تزخر به من شواطئ ممتدة من شمالها إلى جنوبها.

وفي الوقت الذي بَذَلَت فيه الحكومة جهوداً كبيرة لتخفيض النفقات؛ لمواجهة التحدِّيات المالية، عقدتْ العزمَ على زِيَادة مُساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي؛ من خلال ضخِّ وجذبِ استثمارات مُتنوِّعة، وهو ما يَعْنِي خلقَ الآلاف من فرص العمل.

وبالتزامُن، تحقَّقت إنجازاتٌ ضِمْن مُبادرات القطاع اللوجستي التي تبنَّاها البرنامجُ الوطنيُّ لتعزيز التنويع الاقتصادي؛ حيث قطعتْ أغلب هذه المبادرات مراحل مُتقدِّمة في ظل التوجُّه بتحويل السلطنة إلى واجهة اقتصادية لوجستية عالمية، وتعزيز التنويع ومُوَاكبة حركة النمو الاقتصادي التي تشهدها المنطقة، واستقطاب الاستثمارات التي ستزيد من قوة القطاع وتنميته.

... إنَّ ما يَشْهَده الوضعُ الاقتصاديُّ من تحسُّن، رغم التحديات والعقبات، يؤكِّد أنَّ السياسات التي يجري تطبيقها حاليا تؤتي ثمارها، ويعكس كذلك مَدَى التأقلم مع الأزمة الاقتصادية التي اندلعتْ مع التراجع الحاد في أسعار النفط؛ الأمر الذي سيفضي في نهاية المطاف إلى تجاوز هذه الأزمة وغيرها، شريطة الاستفادة من الدروس والعِبَر المستقاة.

تعليق عبر الفيس بوك